لم تكن مجزرة حاس في إدلب والتي قتل فيها أكثر من عشرين طفلا سوريا بعد قصف لتجمّع من المدارس الوحيدة. الصور المرعبة الآتية من حاس لأشلاء الأطفال الممسكين بحقائبهم المدرسية، تعيدنا إلى عدد كبير من المجازر التي ارتكبت ضد أطفال عرب وهم جالسون على مقاعد الدراسة، في مدارسهم.
الاحتلال الإسرائيلي لم يفوّت فرصة واحدة لقصف الأطفال في مدارسهم، ومن أشهر مجازره، مجزرة بحر البقر التي ارتكبها الاحتلال عام 1970 ضد مدرسة بحر البقر في محافظة الشرقية في مصر، واستشهد فيها ثلاثون طفلاً في ما أصيب أكثر من خمسين.
استهدف الاحتلال الإسرائيلي المدارس الفلسطينية مراراً، لكنّ أشهر استهدافين حديثين، كانا خلال العدوانين على غزة، عام 2009، و2014، حين استهدف نفس المدرسة وهي مدرسة الفاخورة في بيت حانون. عام 2009 استشهد أكثر من 40 مدنياً في قصف المدرسة أغلبهم من الأطفال، وكذلك الامر عام 2014، حين هرع الأطفال للاختباء في المدرسة فاستهدفها الاحتلال وقتل حوالي 15 طفلاً.
أما في سورية، فإجرام النظام السوري، وحليفه الروسي، لم يرحم الأطفال على مقاعد الدراسة أيضاً، خصوصاً أنّ حربه على الثورة أصلاً بدأت باعتقال تلاميذ مدارس كتبوا شعارات ضد النظام في درعا. ولعلّ أشهر مجزرة كانت في حلب، عام 2015، عند استهداف إحدى المدارس فقتل 15 طفلا ومعلمة نتيجة قذائف وصواريخ النظام. كما قصف الطيران الروسي مراراً مدارس سورية، آخرها كان قصف حاس، وسبقها قصف لـ مدرسة في حلب، في بلدة عنجارة تحديداً مطلع العام الحالي.
العربي الجديد