نشرت صحيفة الغارديان البريطانية مساء يوم الثلاثاء تقرير أطلع عليه المركز الصحفي وترجمه، تناولت فيه التهديدات التي يواجهها الأطباء والمسعفين ممن عالجوا المصابين بعد هجوم النظام على آخر جيب للمعارضة في مدينة دوما بالغوطة الشرقية، فقد تم إبلاغ الأطباء الذين قدموا العلاج للمصابين بعد الهجوم بأنه سيتم ملاحقتهم هم وعائلاتهم إذا ما هم نبسوا ببنت شفة.
استهلت الصحيفة تقريرها بأقوال رئيس اتحاد منظمات الإغاثة والرعاية الطبية في سوريا أن الأطباء ممن استجابوا للهجوم الذي يشك أنه تم بالغازات السامة في دوما، قد تعرضوا لإرهاب شديد من قبل المسؤولين السوريين الذين استولوا على عينات حيوية بعد ما أجبروهم على ترك المرضى وألزموهم الصمت.
وتابعت أن دكتور غانم طيارة وهو رئيس اتحاد منظمات الإغاثة والرعاية الطبية (UOSSM) قال بأن الأطباء المسؤولين عن معالجة المرضى خلال الساعات التي تلت الهجوم في السابع من أبريل، تم تهديدهم أنهم وعائلاتهم سيكونون في خطر إذا ما أدلوا بشهادات حول ما حصل.
وأردفت الصحيفة البريطانية أن عدداً من الأطباء ممن تحدثوا للغارديان هذا الأسبوع قالوا الإرهاب الذي يمارسه النظام عليهم زاد في آخر خمسة أيام المتزامن مع وصول فريق منظمة حظر الأسلحة الكيميائية إلى دمشق ليحدد إذا ما اسُتخدم السلاح الكيميائي في الهجوم. و قد أصر هؤلاء الأطباء على عدم ذكر أسمائهم خوفاً على حياتهم وعلى أرواح عائلاتهم.
وأضافت أنه منذ الهجوم يوجد تواجد أمني كثيف على الأرض يستهدف الأطباء والمسعفين بشكل صريح، نقلاً عن طيارة الذي يقيم حاليا في تركيا ويشرف على خروج بعض المسعفين والأطباء من دوما. و قال أيضا أن أي مسعف أو طبيب ممن حاولوا مغادرة دوما تم تفتيشه بدقة بحثاً بشكل خاص عن عينات، وأنهم فتشوا أيضاً سجلات محادثاتهم على الواتس و هواتفهم.
حيث قالت أن الشهادات لأول المستجيبين والشهود أساسية لرسم صورة ما حدث في دوما الساعة السابعة والنصف في السابع من أبريل، ففي خضم سلسلة المطولة من الغارات الجوية قال مسعفون في المنطقة أنه وصلهم أعداد كبيرة من المصابين ممن ظهرت على أغلبهم أعراض التعرض لغاز أعصاب.
وكما نقلت عن طيارة قوله “لم نشهد هكذا حالة في دوما من قبل، كان المرضى يعانون من تشنجات و الرغوة تغطي أفواههم وأن شيئا قد أثر على جهازهم العصبي المركزي”.
وقد أشارت إلى أن منظمة حظر السلاح الكيماوي في سباق مع الوقت لجمع العينات من موقع الهجوم، ونقلت عن “جيري سميث” الذي أشرف على عملية سحب مخزون سوريا من غاز السارين في 2013 من قبل منظمة حظر السلاح الكيماوي، أن العينات لغاز الأعصاب تتحلل بسرعة في ظروف البيئة الطبيعية.
واختتمت صحيفة الغارديان البريطانية تقريرها الذي ترجمه المركز الصحفي السوري، نقلاً عن بعض الأطباء أن النظام يعمل على طمس الأدلة فقد عمد إلى استخدام بعضهم وجعلهم يظهرون على إعلامه لينفوا استخدام الغازات الكيميائية نظراً لأن لديهم أقارب في دمشق أو لتخلفهم عن الخدمة العسكرية، وكيف أن النظام هدد آخرين بهدم مراكزهم الطبية فوق رؤوسهم في حال اعترفوا بما حصل لذا لا يمكنهم الإدلاء بشهادتهم.
رابط المقال الأصلي:
https://www.theguardian.com/world/2018/apr/17/syria-crisis-medics-intimidated-over-douma-gas-attack
ترجمة صباح نجم
المركز الصحفي السوري