قال الرئيس بشار الأسد إنه مستعد لـ «استيعاب كل مسلح يريد إلقاء سلاحه بهدف إعادة الأمور إلى شكلها الطبيعي»، لافتاً إلى أهمية انتخاب الرئيس في شكل مباشر وليس عبر البرلمان وأن تتم الانتخابات خارج البلاد «في صندوق تشرف عليه الدولة».
ونقلت «وكالة الأنباء السورية» (سانا) الرسمية عن الأسد قوله في مقابلة مع وكالتي «ريا نوفوستي» و «سبوتنيك» الروسيتين إن الحكومتين السورية والروسية «لم تغيّرا تقييمهما للمنظمات الإرهابية، لكن من أجل تلافي عدم التوافق الروسي – الأميركي على قوائم الإرهابيين تم اعتبار كل مجموعة تقبل الهدنة وتذهب إلى الحوار مع الدولة السورية أو روسيا انتقلت من العمل الإرهابي إلى العمل السياسي».
وكان النظام السوري يعتبر كل من حمل السلاح إرهابياً، فيما سعت موسكو إلى تصنيف «جيش الإسلام» و «أحرار الشام» ضمن قائمة التنظيمات الإرهابية. لكن المفاوضات بين واشنطن وموسكو أسفرت عن حصر التنظيمات الإرهابية بتنظيمي «داعش» و «جبهة النصرة».
وقال الأسد: «ليس هناك رأي شعبي في سورية يريد توقف الدعم الروسي الآن أو في المستقبل وبالتالي خروج القوات الروسية. وما بناه الشعبان الروسي والسوري عبر ستين عاماً أصبح أكثر متانة وصلابة»، لافتاً إلى أن «بقاء القوات الروسية في سورية مرتبط الآن بموضوع مكافحة الإرهاب ومرتبط لاحقاً بالوضع الجيوسياسي في العالم».
إلى ذلك، قال الأسد إن «إجراء انتخابات رئاسية مبكرة مرتبط بوجود الرغبة الشعبية ونحن من حيث المبدأ لا مشكلة لدينا»، لافتاً إلى أن «الأفضل هو انتخاب الرئيس من قبل الشعب وليس من خلال البرلمان كي يكون أكثر تحرراً من تأثيرات القوى السياسية».
ونص القرار ٢٢٥٤ على خطوات للانتقال السياسي، تشمل تشكيل «حكم شامل وغير طائفي، ودستور جديد ثم انتخابات خلال ١٨ شهراً».
وقال الأسد في تصريحاته أمس: «الأفضل بالنسبة لنا في سورية على ما اعتقد هو أن ينتخب الرئيس مباشرة من قبل المواطنين وليس من خلال البرلمان لكي يكون أكثر تحرراً من تأثيرات القوى السياسية المختلفة. أما بالنسبة لانتخاب السوريين، كلما كانت هناك مشاركة أوسع من قبل السوريين… كل من يحمل جواز سفر وهوية سورية… كانت هذه الانتخابات أكثر قوة من خلال تأكيد شرعية الدولة والرئيس والدستور المشرف على هذه العملية… وهذا يشمل كل سوري سواء كان داخل سورية أو خارج سورية… ولكن طبعاً عملية الانتخابات خارج سورية هي قضية إجرائية ولا تناقش كمبدأ سياسي، فكل مواطن سوري في كل مكان من العالم له الحق في أن ينتخب… ولكن كيف تتم هذه الانتخابات… هذا موضوع لم نناقشه بعد لأن موضوع الانتخابات الرئاسية المبكرة لم يطرح بالأساس. ولكن هذا موضوع يرتبط بالإجراءات التي تمكّن هؤلاء من المجيء إلى صندوق تشرف عليه الدولة السورية».
وكانت مصادر أفادت بأن دمشق أعدّت مسودة لدستور جديد نصت على انتخاب الرئيس من البرلمان لتجنب مفاعيل القرار ٢٢٥٤ الذي نص على انتخابات بإدارة وإشراف الأمم المتحدة ومشاركة السوريين في الشتات، باعتبار أن اللاجئين لا يشاركون في انتخابات البرلمان ويشاركون في الانتخابات الرئاسية.
وأضاف الأسد إن «إجراء انتخابات مجلس الشعب بعد خمس سنوات من الحرب ومحاولات تهديم الدولة السورية يثبت وجود الدولة وكيانها»، لافتاً إلى «أن عدد المرشحين الكبير مقارنة بالانتخابات السابقة يؤكد تمسك السوريين بالدستور ورغبتهم بتثبيت شرعية دولتهم ودستورهم».
وسعت دمشق إلى تأجيل موعد بدء الجولة المقبلة من المفاوضات في جنيف إلى ما بعد الانتخابات. لكن المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا تمسك بالعاشر من الشهر الجاري موعداً لبدء وصول الوفود مع توقعه أن يصل وفد الحكومة بعد ١٣ الجاري.
إلى ذلك، قال الأسد إن «جيش (الرئيس التركي رجب طيب) أردوغان» يقاتل الآن في سورية، مضيفاً أن الشعب التركي ليس ضد سورية وليس معادياً لها.
المعلم يشيد بموقف الجزائر
وفي الجزائر (أ ف ب)، أشاد وزير الخارجية السوري وليد المعلم اثر لقائه في الجزائر الأربعاء عدداً من المسؤولين الجزائريين في مقدمهم الرئيس عبد العزيز بوتفليقة بموقف الجزائر من النزاع السوري و «بالاهتمام الذي توليه لخروج سورية من هذه الأزمة بأسرع ما يمكن».
ونقلت وكالة الأنباء الجزائرية عن المعلم قوله: «لقد استمعت إلى آراء الرئيس بوتفليقة التي تصدر عن رجل دولة يحب سورية ويكن لها كل المحبة، على أمل أن تنتصر على الإرهاب وأن تعود إلى دورها في المنطقة والعالم». وأبدت الجزائر مرات عدة تحفظات على قرارات صادرة عن الجامعة العربية ضد نظام الرئيس الأسد.
الحياة