أشار الرئيس السوري بشار الأسد يوم الثلاثاء بأن حكومته تزمع تصعيد الجهود العسكرية لسحق الانتفاضة المستمرة منذ خمس سنوات ضد حكمه، قائلا إن سفك الدماء لن يتوقف إلى أن يفرض سيطرته على جميع مناطق سوريا التي خسرها لصالح التمرد.
جاءت كلماته القاسية هذه وسط مؤشرات على أن روسيا تستعد لمزيد من التدخل في الحرب لدعم الأسد، بعد ثلاثة أشهر من وضع ثقلها خلف وقف إطلاق النار الذي تدعمه الولايات المتحدة وإعلان سحب معظم قواتها العسكرية من سوريا.
العنف يزداد بصورة متصاعدة، وذلك مع شن الطائرات الروسية والحكومية غارات جوية فوق شمال سوريا في الأسبوع الماضي وشن المتمردين هجوما لإستعادة أراض خسروها جنوب مدينة حلب. وفقا لمعهد دراسات الحرب، فإن روسيا ضاعفت عدد الغارات الجوية خلال فترة أربعة أيام الأسبوع الماضي، إلى درجة لم يشهد لها مثيل قبل تطبيق اتفاق وقف الأعمال العدائية نهاية فبراير الماضي.
أدلى الأسد بتصريحاته في خطاب ألقاه أمام مجلس الشعب الجديد في دمشق، مما يوحي بأنه وحلفاؤه الروس يعدون العدة لاستئناف تام للحرب، مع وجود حلب كهدف رئيس لهم.
قال في خطابه مشيرا إلى مدينة تدمر الأثرية وسط سوريا التي استعيدت من الدولة الإسلامية في شهر مارس:” كما حررنا تدمر ومناطق أخرى غيرها، فإننا سوف نحرر كل شبر من أيديهم. خيارنا الوحيد هو النصر، وإلا فإن سوريا لن تبقى”.
عملية السلام التي أطلقت في جنيف بداية هذا العام فشلت، كما قال الأسد، ملقيا اللوم على الغرب وحلفائه. وصل الحوار إلى طريق مسدود بسبب عدم الاتفاق على مصيره في السلطة.
وقال الأسد:” حربنا على الإرهاب سوف تستمر ليس لأننا نحب الحرب. لقد فرضوا علينا الحرب. سفك الدماء لن ينتهي إلى أن نجتث الإرهاب، مهما كان”.
ووجه اللوم إلى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، قائلا أن أردوغان استمر في تقديم الدعم للإرهابيين في منطقة حلب. يشار هنا إلى أن الأسد يصف كل المعارضين المسلحين لحكمه على أنهم إرهابيون.
وقال مضيفا، في إشارة إلى أردوغان:” سوف تكون حلب مقبرة تدفن فيها كل أحلام وآمال هذا السفاح”.
العودة إلى الحرب الشاملة سوف تعني وضه نهاية لآمال الولايات المتحدة للتوصل إلى تسوية دبلوماسية من خلال الشراكة المبدئية مع موسكو. أسفرت الجهود عن بعض النتائج، كما يقول الدبلوماسيون، بما فيها ذلك ممارسة موسكو بعض الضغط على الحكومة السورية للانصياع إلى وقف إطلاق النار على الأقل في بعض المناطق وإحجامها عن دعم بعض هجمات النظام الأخيرة ضد المتمردين.
ولكن موسكو أشارت إلى نفاد صبرها أيضا فيما يتعلق بتجاوز أمريكا لبعض مطالب روسيا الرئيسة. والتي تتضمن طلبا من روسيا بأن تشن القوتان هجمات جوية مشتركة في سوريا وأن تلزم الولايات المتحدة المتمردين المعتدلين بفصل أنفسهم عن جبهة النصرة التابعة للقاعدة.
يوم الاثنين، قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف بأن روسيا سوف تزيد من الدعم الجوي للحكومة في منطقة حلب ردا على الهجوم الذي شن بدعم كبير من جبهة النصرة جنوب المدينة.
قال لافروف:” فيما يخص ما يحدث الآن في حلب وما حولها فقد حذرنا أمريكا من هذا التطور. تعلم الولايات المتحدة باننا سوف نوفر الدعم الجوي للجيش السوري لمنع الإرهابيين من السيطرة على المزيد من الأراضي”.
في ذات الوقت، صعدت روسيا والحكومة السورية الهجمات الجوية شمال غرب حلب، من أجل قطع طريق الإمداد الوحيد المتبقي الذي يصل ما بين المدينة والعالم الخارجي. العشرات من المدنيين قتلوا في الحملة الجوية هذه، التي استهدفت حلب ذاتها والبلدات القريبة من محافظة إدلب.
واشنطن بوست 7/6/2016
ترجمة : قسم الترجمة في مركز الشرق العربي