يظن البعض أن استعادة الأردن والنظام للعلاقة فيما بينهم بدأت بمعبر نصيب الحدودي لكن الحقيقة ليست كذلك وإنما لم تنتهي العلاقات ولم تتأثر حتى تعود.
حافظت حكومة الأردن وملكها على العلاقات السياسية مع النظام منذ بداية الثورة ولم تتغير مواقفها من حرب النظام على المدنيين وقتلهم ولم يصدر الملك أو رئيس الحكومة أية بيانات شجب وإدانة ضد نظام الأسد، بل ولم ترأف الحكومة على أهالي درعا منذ أشهر عندما حاصرتهم بالاشتراك مع اسرائيل والنظام أثناء اقتحامه لها.
الأردن وجه منذ أيام دعوة رسمية لوزير النقل في حكومة النظام علي حمود وبشكل رسمي من نظيره الأردني وليد المصري، فيا عجبا لمعبر نصيب الذي غير الحال فهل يعقل أن يكون ذلك؟
الأردن دولة فقيرة تعتمد على المساعدات من بعض الدول فهي لاترغب بإزعاج الجار فهي تراقب حدودها مع سوريا من سيسيطر فهي معه هكذا تتطلب المصلحة، فقد سيطر الثوار لأكثر من سنتين على معبر نصيب؛ لكن الأردن أغلقه على نفسه وعلى الثوار والمدنيين المعارضين للنظام فالتواصل مع النظام بعدم فتحه للمعارضة استمر ولم ينقطع.
من جانب اقتحام النظام لدرعا منذ عدة أشهر وتضييقه على المدنيين وقتل المئات منهم وشرد نحو 200 ألف شخص معظمهم من الأطفال والنساء، كثف الأردن من حرس حدوده وتجمع الالاف من السوريين أمام الحرس يرجون إدخالهم للأردن هربا من الموت لكن الأردن رفض عبر المسؤولين أنه لن يفتح الحدود، فمن في الدنيا يغلق حدوده أمام الهاربين من الموت؟
الدليل الأخر على أن النظام والأردن لم تنقطع علاقتهما عبر الثورة هو أن مخيم الركبان يقع في منطقة صحراوية بين الأردن والعراق وسوريا لايعيش فيها إلا العقارب والأفاعي وسيطر الجوع والمرض والعوز والعجز على سكانه وتوفي العديد من سكان المخيم مرضا، لكن الأردن لم يفتح المعابر ولم يدخل المساعدات إليه ولم يستقبل المرضى في مشافيه.
وبعد سيطرة النظام على معبر نصيب وفتحه مع الجانب الأردني بدأت سيارات الخضار والفواكه تدخل الأردن بغزارة ليفرح الوزير والأمير والكبير والصغير بهذه العودة الطيبة.
لا خجل فوزير خارجية البحرين عانق وليد المعلم فلماذا الأردن لا تكون سباقة اإى حضن النظام الذي لديه خضار وفواكه رخيصة جدا، ووفود الأردن وصلت منذ أيام يرأسها أحد النواب إلى دمشق ولقاء حميمي مع بشار الأسد رأس النظام واهتمام كبير من الإعلام الأردني.
ثورة يتيمة أمها أطفال درعا التي قتلها النظام وأباها مريض في الشمال السوري مريض تتقاتل كرياته البيض مع الحمر ويحاربه أبناء عمومته العرب وجيرانه العجم.
المركز الصحفي السوري_خاطر محمود