تعكس تصريحات المسؤوليين الدوليين والمعارضة السورية آمالا كبيرة بإمكانية التوصل إلى تسوية سياسية رغم إصرار النظام على وضع خطوط حمراء تحت جملة من القضايا أولها مصير الأسد.
وبدأت الأمم المتحدة، الاثنين، جولة من المفاوضات في جنيف بين ممثلي النظام والمعارضة، بهدف إيجاد حل سياسي للنزاع، وقد سبق هذه الجولة بأيام إعلان لوقف الأعمال العدائية لا يزال مستمرا رغم بعض الخروقات.
ورحب محققو الأمم المتحدة الثلاثاء، بـ”الانخفاض الكبير” في مستويات العنف في سوريا، معتبرين أنه “للمرة الأولى” منذ بداية النزاع قبل خمسة أعوام “هناك أمل” بانتهاء الصراع في هذا البلد.
وصرح باولو بينيرو، رئيس لجنة التحقيق الدولية التابعة للأمم المتحدة الخاصة بسوريا في جنيف، “الآن وللمرة الأولى هناك أمل في انتهاء الحرب”.
وتأتي تصريحات رئيس لجنة التحقيق الدولية التابعة للأمم المتحدة الخاصة بسوريا غداة إعلان الرئيس الروسي فلاديمر بوتين عن سحب القسم الأكبر من قواته العسكرية من سوريا.
وأكد بينيرو أنه لا يزال من غير الواضح ما سيكون عليه تأثير الانسحاب الروسي، مصرحا للصحافيين “يجب أن ننتظر لنرى ما سيحدث خلال الأيام المقبلة”. إلا أنه أشاد بإعلان بوتين قائلا إنه يظهر “التزاما واضحا جدا (..) لدعم المفاوضات”.
أجواء التفاؤل بقرب نهاية الأزمة السورية تسجل أيضا لدى المعارضة السورية، حيث قال المتحدث باسم الهيئة العليا للمفاوضات، سالم المسلط، إن جولة المفاوضات الحالية مع وفد النظام السوري في جنيف “أكثر جدية، لأنها ستبدأ بنقاش المرحلة الانتقالية، وأساس بيان مباحثات جنيف 1”. وأعرب عن أمله في “الخروج بنتائج إيجابية في هذه الجولة، وأن يكون الطرف الآخر جديا، فمعاناة الشعب السوري كبيرة”.
وهذه المرة الأولى التي تبدي فيها قيادات المعارضة تفاؤلها بإمكانية التوصل إلى حل بعد ست سنوات من النزاع راح ضحيته أكثر من نصف مليون مواطن سوري.
وعلى الأرض تسجل أيضا تطورات ميدانية ملفتة في الحرب على تنظيم الدولة الإسلامية ففيما تستعد واشنطن وقوات سوريا الديمقراطية لتحرير الرقة شرق سوريا، يحقق الجيش السوري تقدما مهما بدعم من الطائرات الروسية في محيط مدينة تدمر وسط البلاد.
وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن “قصفت مروحيات ومقاتلات يرجح أنها روسية مواقع لتنظيم الدولة الإسلامية في محيط تدمر” في ريف حمص الشرقي، مشيرا إلى أن الجيش السوري حقق تقدما ليصبح على بعد أربعة كيلومترات من المدينة الأثرية.
وبدأت معركة استعادة تدمر الأسبوع الماضي، حيث أحرز الجيش تقدما ملحوظا بغطاء جوي روسي.
صحيفة العرب