الناصرة -”القدس العربي”:قال وزير خارجية الاحتلال غابي اشكنازي خلال لقائه بنظيره الألماني في برلين اليوم إن حكومته انتقلت من سياسة الضمّ إلى التطبيع معربا عن أمله بموافقة ” الجيران الفلسطينيين ” للعودة للمفاوضات بعد ” هذا التغيير في سياسة إسرائيل “. اشكنازي الذي شارك أمس في لقاء غير رسمي لوزراء الخارجية في الاتحاد الأوروبي بـ دعوة من قبل وزير الخارجية الألماني قال أيضا إن التقدم في البحث عن السلام منوط الآن ومرتبط بالفلسطينيين وبقرارهم الانضمام للمفاوضات. وتعتبر هذه الدعوة للمشاركة في اجتماع كهذا خطوة نادرة ويعتبرها مسؤولون إسرائيليون نتيجة لمساعي اشكنازي لترميم العلاقات مع الاتحاد الأوروبي في رأس سلم أولويات وزارة الخارجية كما أوضحت صحيفة ” معاريف “. وقال اشكنازي خلال لقاء مشترك مع وزير الخارجية الألماني هايكو ماس في برلين أمس إن إسرائيل تترك الباب أمام الفلسطينيين مفتوحا رغم الغضب الكبير لدى السلطة الفلسطينية عقب المداولات مع الإمارات. وتابع ” قمت بـ اطلاع وزير الخارجية الألماني على قضايا تتعلق بالوضع في الشرق الأوسط من بيتها الاتصالات مع الإمارات من أجل توقيع اتفاق تطبيع مع إسرائيل الذي يوّفر أملا بمستقبل أفضل للمنطقة فالاتفاق سيساهم في استقرار المنطقة وربما يحولها إلى مكان أفضل وأكثر أمنا “. كما تطرق اشكنازي ( أزرق- أبيض) إلى موضوع الضمّ الذي طمسه اتفاق تطبيع الإمارات مع الاحتلال. متماثلا مع موقف رئيس حكومة الاحتلال حول عدم وجود شريك فلسطيني أكد اشكنازي رغبة إسرائيل في مفاوضات مع الفلسطينيين “نرغب بـ إبقاء الباب مفتوحا أمامهم ونأمل أن ينضموا لمائدة المفاوضات “. وخلال اللقاء مع الوزير الألماني تطّرق اشكنازي للشأن الإيراني وقال إنه تحدث معه حول المشروع النووي الإيراني في المنطقة واتهم طهران بمواصلة استخدام ” الإرهاب ” وتحرّك أذرعها وميليشياتها في المنطقة كما حصل قبل أيام في الحدود اللبنانية وأضاف”حزب الله في لبنان والحوثيون في اليمن والفلسطينيون في قطاع غزة وغيرهم. هذه الفعاليات الإيرانية تقوم بعمل كيدي في الشرق الأوسط “.
ويلاحظ أن تصريحات اشكنازي تتناقض مع تصريحات سابقة لرئيس حكومة الاحتلال نتنياهو الذي قال بعد الكشف عن اتفاق التطبيع مع الإمارات إن ما جرى هو إرجاء لا إلغاء للضمّ. وتابع نتنياهو مكررا مزاعمه بالقول ” لا يوجد تغيير في خطتي للقيام بالضمّ بالتنسيق مع الولايات المتحدة وقد قلت إنني سأطرح الضم وأنا ملتزم بذلك وقد طلب مني الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التريث مؤقتا مع موضوع الضمّ وثد وافقت على ذلك “. من جهته قال ترامب بعد الكشف عن التطبيع مع الإمارات إن إسرائيل وافقت على عدم الضم وهذا أكثر من إزاحة الموضوع عن الطاولة وقد وافقت على عدم التنفيذ وهذا تنازل حكيم من جهتها”.
يشار أنه قبيل الموعد الذي حدد لتطبيق الضمّ في الأول من يوليو/ تموز الماضي كان اشكنازي قد التقى ماس في بروكسل وقد عبر الوزير الألماني عن قلق بلاده من خطة الضمّ وقال وقتذاك متوجها لـ اشكنازي ” كـ صديق لإسرائيل فإن الضمّ لا يتماشى مع القانون الدولي وبرلين تدعم تسوية الدولتين. قلت إنك مستعد لمفاوضات وينبغي التوضيح أن هذا أمر ضروري من جهتنا. إذا كانت المنطقة مستعدة لذلك فنحن مستعدون للمساهمة في ذلك وبمواضيع أخرى “. يشار إلى أن أشكنازي، ورئيس حزبه ” أزرق- أبيض ” وزير الأمن بيني غانتس أعلنا عن تأييدهما لـ مخطط الضمّ بعد الكشف عنه ولكن من خلال تفاهم مع الأردن والمجتمع الدولي. وفي المقابل يعارض ” أزرق- أبيض ” الذي يختلف عن ” الليكود ” حيال مسائل إسرائيلية داخلية تتعلق بالحريات واستقلالية القضاء والموقف من الفساد، أي انسحاب إسرائيلي من غور الأردن ومن مناطق واسعة في الضفة الغربية مما يعني أنه غير مختلف كثيرا في الجوهر في موضوع الصراع مع الفلسطينيين وتسويته.
نقلا عن القدس العربي