بدعم من السفير السوري السابق لدى الأردن، والمبعد من هناك باعتباره شخصاً غير مرغوب فيه، وهو اللواء بهجت سليمان، يقوم ابنه حيدرة، والذي بات معروفا لدى المعارضين السوريين بدعواته “الإجرامية” لإبادة خصوم الأسد، يقوم في الفترة الأخيرة للترويج لما سمّاه النظام “إعادة إعمار سوريا 2016”.
الأمر اللافت في الدعوة هو أنها تترافق الآن مع دعوته لتدمير دوما وجوبر وعين ترما في غوطة دمشق.
فقد قام المدعو حيدرة بهجت سليمان، وبدعم من أبيه الذي شغل مناصب أمنية كبيرة قبل أن يصبح سفيرا للنظام لدى الأردن، بالدعوة العلنية، منذ ساعات، الى تدمير أكبر مدن غوطة دمشق، في منشور على صفحته على فيسبوك، قال فيه: “فلتذهب دوما وجوبر وعين ترما الى الجحيم، ولتحرق ولتتحول الى رماد فقط.. لا شيء فيها يستحق الحياة لا أحياء ولا بِناء”. مضيفاً في الهاشتاق الذي أطلقه عن المدن الثلاث: “معاً لإبادة دوما وعين ترما وجوبر”.

وكان سبق هذه الدعوات “الإجرامية” دعوات مثيلة عن مدينة دوما وسواها. لكن في المقابل، وهو أمر لفت انتباه المراقبين، هو الرابط مابين الدعوة لتدمير المدن، والدعوة لمؤتمر “إعادة إعمار سوريا 2016”! خصوصاً أن الهاشتاق الذي أطلقه تضمّن كلمة تدمير البناء، والتي هي مرتبطة حصريا بفكرة إعادة الإعمار.
وقد نقل الإعلام السوري الرسمي، في وقت سابق، تصريحات لتامر ياغي، وهو مدير الشركة التي تتولى تنظيم مؤتمر إعادة الإعمار، لاتختلف في جوهرها عن الدعوات التي يطلقها حيدرة وغيره بل يعتبرها معارضون سوريون أشد فتكاً من تصريحات حيدرة. وقد قام المعارضون السوريون بنشر تصريحات ياغي على اليوتيوب، كي يفضحوا بطانة النظام وبأي عقلية تفكر.
وتقول مصادر عارفة بالشأن السوري، إن هذه الدعوة العلنية لتدمير مدن بسكانها، هي وحدها جريمة حرب، فكيف إذا أضيف اليها الدعوة لتدمير المدن من أجل الفوز بعقود بنائها في “إعمار سوريا 2016″؟!
وتستند المصادر إلى أن مطلق الدعوة، كان قد تربّح بسبب نفوذ أبيه في مشاريع استثمارية كثيرة ومنها علاقاته بتامر ياغي صاحب الشركة التي تطمح للتربح من موت السوريين وتدمير بيوتهم. وتربطه علاقات واسعة بمختلف وزارات الدولة والجهات الأمنية. ولديه علاقات شراكة غير معلنة مع كثير من المستثمرين كما في مطاعم منطقة “باب توما” أو “باب شرقي” حيث استثمر بعض أمواله هناك، بعدما أعيقت حركته لعدم مقدرته على السفر الى بعض الدول العربية الخليجية التي كانت تستضيفه في السابق.


يشار الى أن الدعوة لتدمير أكبر مدن الغوطة، جاء بعد الترويج لمؤتمر “إعادة إعمار سوريا 2016” والذي أعلنت إيران أنها ستكون على رأس الدول المساهمة فيه. كما أن النظام في سوريا كان وجه الدعوات لعدد من حلفائه للمساهمة فيه.
ويبدو أن نسبة دمار السكن والأبنية، داخل العاصمة دمشق، لم تكن كبيرة بالشكل الذي يمكن أن يتربح منها “مجرمو حرب” كالمدعو حيدرة المقيم في العاصمة أصلا. فأطلق دعوته بتدمير أكبر مدن ريف دمشق في الغوطة وحدّد “البناء” على قائمة أهدافه.
العربية