afp 31-3-2014
اعلن رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان مساء الاحد ان حزبه حقق فوزا كاسحا في الانتخابات البلدية، متوعدا خصومه بانه سيجعلهم “يدفعون ثمن” الانتقادات والاتهامات التي وجهوها اليه على مدار الاشهر الماضية.
وقال اردوغان مخاطبا الالاف من انصاره الذين احتشدوا امام مقر حزبه العدالة والتنمية في انقرة للاحتفال بالانتصار ان “الشعب احبط اليوم المخططات الملتوية والفخاخ اللااخلاقية (…) اولئك الذين هاجموا تركيا خاب املهم”.
وركز رئيس الوزراء هجومه بشكل خاص على “الخونة” من انصار الداعية الاسلامي فتح الله غولن، حليفه السابق الذي اصبح من اشد خصومه بعدما اتهمه اردوغان بالوقوف خلف “مؤامرة” للاطاحة به، متوعدا بالقضاء على حركته الواسعة النفوذ التي يقودها من مقر اقامته في الولايات المتحدة والتي “تسللت الى جهاز الدولة”، بحسب تعبير اردوغان.
وقال رئيس الوزراء “سوف ندخل الى اوكارهم، سترون. (…) آن الاوان لتطهيرها، في اطار القضاء”.
واضاف “لن تكون هناك دولة داخل الدولة. حان الوقت للقضاء عليهم”.
وردت الجموع بهتافات مؤيدة لرئيس الوزراء مثل “تركيا فخورة بك” و”الله اكبر”.
واظهرت النتائج الرسمية بعد فرز 95% من الاصوات ان حزب العدالة والتنمية يتصدر الانتخابات بفارق كبير عن اقرب منافسيه، بحسب ما افادت قنوات التلفزة.
وبحسب هذه النتائج فقد حصل الحزب الحاكم على 45% من الاصوات، في حين حصل اقرب منافسيه، حزب الشعب الجمهوري (يسار وسط) على 28,5%.
وهذا الفوز الكبير، مدفوعا بالخطاب الناري الذي القاه اردوغان، يعززان الاعتقاد بان رئيس الوزراء البالغ من العمر اليوم 60 عاما اقتنع بانه بات عليه الترشح الى الانتخابات الرئاسية المقررة في آب/اغسطس المقبل والتي ستجري للمرة الاولى بنظام الاقتراع العام المباشر.
وجاء احتفاظ الحزب الحاكم ببلدية اسطنبول، كبرى مدن البلاد، ليكلل هذا الفوز الكاسح ويكرس العدالة والتنمية كقوة لم تخسر اي انتخابات، ايا كانت، منذ العام 2002.
اما بلدية العاصمة انقرة، ثاني كبرى مدن البلاد، فلم تعرف نتيجتها حتى وقت متأخر من ليل الاحد-الاثنين، ذلك ان الفارق بين مرشحي العدالة والتنمية وحزب الشعب الجمهورية اتى متقاربا جدا، وقد اكد الحزب المعارض ان الفارق بين مرشحه ومرشح الحزب الحاكم، مليح جوكشيك الشعبوي والذي يترشح لولاية خامسة في حدث تاريخي، هو بضعة الاف من الاصوات.
ولا يتوقع ان تعرف النتيجة النهائية لانتخابات بلدية العاصمة الا بعد الانتهاء من اعادة فرز الاصوات في بعض دوائرها الانتخابية.
وقال محمد عاكف اوكور استاذ العلوم السياسية في جامعة غازي في انقرة لوكالة فرانس برس تعليقا على نتائج الانتخابات ان “هذه الارقام تظهر ان اردوغان نجا من الفضائح من دون ان تلحق به اضرار كثيرة”.
واضاف ان “الناخبين يظنون انه اذا سقط اردوغان فسيسقطون معه”.