المركز الصحفي السوري – علي الحاج أحمد 2014/12/13
بات المواطن السوري يعاني بشكل مستمر ومتزايد من انخفاض القيمة الشرائية لدخله، حتى بات ما يتقاضاه من دخل، يتبخّر قبل أن يحصل عليه، إذ أن دخل غالبية المواطنين السوريين يتراوح من 1 إلى 4 دولار في اليوم.
أما مع ارتفاع سعر ليتر المازوت إلى 165 ليرة سورية وليتر البنزين إلى 400 ليرة سورية أي مايعادل دولارين ، فإن مستوى معيشة الأسرة انخفض إلى أكثر من 50%، وهذا يعني أن قيمة القدرة الشرائية انخفضت بالنسبة ذاتها، ولا يتوقع السوريون في الأيام المقبلة إلا الأسوأ.
إن إرتفاع ثمن المحروقات إلى هذا السعر سينعكس على مجمل مستويات العملية الاقتصادية وأشكالها، إذ إن كلفة الإنتاج سترتفع بشكل ملحوظ. وهذا سوف يسهم في ارتفاع سعر المواد الأولية الداخلة في العملية الإنتاجيةـ ارتفاع أجور النقل ـ ارتفاع تكاليف التسويق ـ ارتفاع أجور اليد العاملة ـ ارتفاع تكاليف الصيانة وسعر قطع التبديل ـ إفلاس مزيد من القطاعات الإنتاجية، وتوقف الكثير منها. أي إننا سنشهد انهيارات متسارعة للصناعة الوطنية ـ هجرة أصحاب الرأسماليين الصناعيين إلى الخارج، أما القطاع الزراعي فإنه سيشهد تراجعاً واضحاً في المساحات المزروعة وتحديداً المروية منها، وهذا يعني هجرة المزارعين لأرضهم. إن التداعيات التي سيتركها ارتفاع سعر المحروقات، ستترك آثارها بشكل واضح وملموس على مستوى معيشة شرائح اجتماعية واسعة. أي إن أعداداً كبيرة من السوريين سيعانون من المجاعة. وليس فقط من تداعيات الفقر الذي بات أحد سمات المجتمع السوري.
وإن إرتفاع أسعار المحروقات إلى هذا الحد من الطبيعي ان يطرح عدة تساؤلات ما هي الأسباب ومن المستفيد؟ طبعاً المستفيد هو النظام وشبيحته إذ أنهم يستخدمون النفط كسلاح بقطعه عن المناطق الخارجة عن سيطرتهم، وهذا حدث عندما تم الهجوم على “قرية أبودالة” الواقعة في ريف حماة الشمالي الشرقي وتعم هذه القرية قرية عضو مجلس الشعب “أحمد درويش” حيث أنها كانت ممرا للمحروقات من مناطق النظام إلى المناطق المحررة عندما كانت شبيحة الأخير بتهريبها وبيعها إلى المناطق المحررة بأضعاف مضاعفة مع العلم أن سعر المازوت في مناطق سيطرة النظام وخاصةً في محافظتي الاذقية وطرطوس80 ليرة سورية والبنزين 125 ليرة سورية، يتنعمون بهذه الأسعار بينما نحن نقصف بالصواريخ والبراميل بشكل يومي.
ولكن السؤال لماذ لايتم قطع خطوط إمداد النفط و الغاز إلى مناطق النظام؟ إذ أن معظم حقول النفط بأيدي “تنظيم الدولة الإسلامية”