أجرت الميليشيا الإيرانية في شرق سوريا احتفالات تأبينية إحياءً لذكرى مقتل قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني العام الماضي.
احتفالات الميليشيات الإيرانية في سوريا، وحماس في غزّة بمقتل سليماني
اقتربت الذكرى الأولى لمقتل سليماني “مجرم الحرب” الذي اغتالته أمريكا بتوجيه ضربة مباشرة له عبر طائرة مسيّرة في حرم مطار بغداد بتاريخ 3 كانون الثاني/ يناير 2020، وبحسب ما ورد في موقع “الحدث” فإنّ ميليشيات إيرانية احتفلت في مدينة الميادين شرق سوريا بذكرى مقتله.
وقد حضر هذا الاحتفال التأبيني يوم أمس الثلاثاء 29 كانون الأول/ ديسمبر قياداتٌ من الميليشيات الموالية لإيران، كان من بينها شخصياتٌ قيادية تابعة لميليشيات القرى، وأبو العباس، ولواء السيّدة زينب، وميليشيات الشيخ، وكلُّها تابعة للحرس الثوري الإيراني.
واللافت للنظر هو مشاركة “حماس” في “غزة” بهذه الاحتفالات أيضا من خلال رفعها صورةً لقائدِ الميليشيا المُغتال “سليماني” في شوارع غزّة، واللافت أكثر كتابتها على صورة هذا الإرهابي: “هو شهيد القدس شهيد القدس شهيد القدس”. الأمر الذي أثار استنكارا وغضبا واسعا في صفوف المعارضة السورية، وأوساطٍ شعبية عربية؛ لما في هذا الفعل الشنيع من تعظيمٍ لقاتل السوريين والعراقيين وغيرهم.
وتترافق هذه الاحتفالات مع تغييرِ نظام الأسدِ أسماءَ شوارعَ معروفةٍ في منطقة السيدة زينب في دمشق؛ إذْ تَعُدُّ إيرانُ منطقةَ السيّدة زينب نقطةَ ارتكازٍ لها، تحشد فيها مقاتلين من جنسيات مختلفة جاءت بها كمرتزقة لها من مناطقَ مختلفةٍ من العالم.
مَنْ هو قاسم سليماني “جنرال الدّم”؟
جنرالٌ إيراني، عاش مع الحروب والدّم قرابة (40) عاما، وقد أُطلقَ عليه لقب “جنرال الدّم”.
التحق بفيلق حرس الثورة الإسلامية في إيران في أوائل عام 1980، وشارك في الحرب الإيرانية على العراق عام 1989.
انضمّ إلى الحرس الثوري الإيراني مع بداية تأسيسه، وتدرّج في المناصب حتى وصل عام 1998 إلى قيادة فيلق القدس الذي يشكل ذراع إيران الإرهابية.
يعدُّ المسؤول الأوّل عن تشكيلِ المليشيات التّابعة لإيران وتسليحِها في المنطقة، وعن تنفيذ العملياتِ العسكرية خارج الحدود الإقليمية الإيرانية؛ إذْ تعدّدت صلاحيّاته في دعم الميليشيات عسكريا في كلٍّ من العراق، وسوريا، واليمن، ولبنان، وأفغانستان، وباكستان، فسَعَّرَ فيها نيرانَ الحروب، وزاد فيها شلّالَ الدّم.
ما دور سليماني في قمع الثورة السورية السّلمية، وكيف ساند الأسد في مجازره وجرائمه؟
ارتكب سليماني جرائمَ حربٍ كبيرة في سوريا، ومجازرَ، وانتهاكاتٍ، وإبادةً في حقِّ الأطفال والمدنيين العُزّل، وقد بدأ مسلسل جرائمه في سوريا منذ اندلاع الثورة السورية السّلمية وحتى تاريخ اغتياله.
فقد ساند “سليماني” نظامَ الأسد في قمع الثورة، وحرّضه على العنف ضد المدنيين، ودعَمَه عسكريا ولوجستيا وماديا، وشارك في المجازرِ التي ارتكبها هذا النظام المجرم، وعملياتِ تهجيرِ ملايين السّوريّين داخل البلاد وخارجها، والتغيير الديمغرافي المُمَنهَج.
فقد تشرّد في سوريا جرّاء جرائم سليماني ونظام بشار وحلفائه ما يزيد عن 6 ملايين و100 ألف شخصٍ، ودُمِّر بسببهم قرابة 492 مركزاً صحّيا، وقُتل قرابة 847 طاقماً طبّيّا في أثناء إنقاذهم الأطفال والمدنيين العُزّل، فضلا عن استخدام السّلاحَ الكيماوي ما يزيد عن 221 مرة من قِبَلَ نظام الأسد وميليشيا سليماني بهدف إبادة الشّعب السّوري.
وكان من بين المجازر التي ارتكبها مجرم الحرب سليماني في سوريا مجزرةُ القصير التي راح ضحيتها قرابة 3 آلاف مدنيٍّ من سكان المنطقة، ومنها مسلخ حلب؛ إذْ شارك بتدمير المدينة وتهجير أهلها، فضلا عن حصار مضايا في ريف دمشق وتجويع أهلها الذي أدى إلى وفاة عشرات المدنيين جوعا من بينهم نساء وأطفال، ناهيك عن مجازر أخرى لا يمكن أن تُمحى من ذاكرة السوريين.
وعلى خلفية تورّط سليماني في تقديم دعم مادي للنظام فرضتْ عليه الولايات المتحدة عقوبات، وصنّفته كإرهابي معروف، ولا يحق لأي مواطن أمريكي التعامل معه. ويُعدُّ من أبرز الأسماء الإيرانية المُتَّهَمة بالإرهاب لدى الولايات المتّحدة الأمريكية التي أكّدت مسؤوليتها عن عملية اغتياله في العراق.
وفي السياق ذاته فقد أدرجته الأمم المتحدة في قائمة الأشخاص المفروض عليهم الحصار؛ بسبب تدخله العسكري في سوريا، وتزويد نظام الأسد بالسلاح لقمع المدنيين.
وختاماً هذا غيضٌ من فيضٍ من سيرة جنرال الدم سليماني الذي يحتفلون بذكرى مقتله، وومضةٌ مِنْ ضوءٍ سلّطْتُها على مجازره وجرائمه في سوريا الأبيّة العَصِيّة على أمثاله من المجرمين.
ظلال عبدالله عبود
المركز الصّحفي السّوري