قُتل متظاهران وأصيب عشرات، خلال احتجاجات عنيفة شهدتها ولاية القضارف (شرق)، رفضًا لتردي الأوضاع الاقتصادية وغلاء الأسعار، وأكدت مصادر محلية أن الوضع في المدينة خارج السيطرة.
وكان المتظاهرون أشعلوا النار في مقرين لحزب المؤتمر الوطني الحاكم في مدينتي دنقلا والقضارف في شمال وشرق السودان اثر تظاهرات واحتجاجات على ارتفاع أسعار الخبز.
وبدأت التظاهرة بطلاب الجامعة، وعند وصولها إلى وسط المدينة انضم إليها المواطنون وهجم المتظاهرون على مقر حزب المؤتمر الوطني وأضرموا فيه النار، وفق ما أفاد به شهود عيان.
وامتدت الاحتجاجات إلى العاصمة، حيث أغلق طلاب ثلاث جامعات شوارع رئيسية في أم درمان المدينة التوأم للخرطوم والجزء الغربي من العاصمة.
وتسعى السلطات الأمنية إلى الحيلولة دون وصول المتظاهرين إلى مقر القصر الرئاسي بالخرطوم من غلق جميع الشوارع الرئيسية التي تؤدي إليه.
ويرى مراقبون أن اتساع دائرة الاحتجاجات من شأنها أن تحشر نظام البشير في الزاوية وتجعله في مواجهة أزمة حقيقية مع تفاقم الأزمة الاقتصادية في البلاد.
وأطلقت الشرطة السودانية الغاز المسيل للدموع لتفريق محتجين على مقربة من القصر الرئاسي في الخرطوم. وقال شاهد يملك محلا تجاريا في المنطقة لوكالة الصحافة الفرنسية “كان مئات المتظاهرين يسيرون في شارع الجمهورية القريب من القصر الرئاسي وهم يهتفون الشعب يريد إسقاط النظام فأطلقت عليهم الشرطة الغاز المسيل للدموع”.
واتسعت دائرة الاحتجاجات في السودان، واندلعت مظاهرات عنيفة منددة بالأوضاع الاقتصادية المتردية، وغلاء الأسعار في أكثر من مدينة.
ويعاني السودان من أزمات في الخبز والطحين والوقود وغاز الطهي، نتيجة ارتفاع سعر الدولار مقابل الجنيه في الأسواق الموازية (غير الرسمية)، إلى أرقام قياسية تجاوزت أحيانا 60 جنيهًا مقابل الدولار الواحد.
وتشهد المدن السودانية منذ ثلاثة أسابيع شحاً في الخبز اضطُر المواطنين للانتظار لساعات أمام المخابز. ويستهلك السودان 2,5 مليون طن من القمح سنوياً ينتج منها 40% وفق أرقام حكومية.
ويعاني البنك المركزي السوداني من نقص في العملات الأجنبية الأمر الذي جعله يخفض قيمة الجنيه السوداني خلال 2018 أربع مرات، في حين زادت السلطات المحلية سعر رغيف الخبز من جنيه إلى خمسة جنيهات. ويبلغ سعر الدولار الرسمي 47,5 جنيهاً وفي السوق الموازية 60 جنيهاً.