قالت مجلة الايكونوميست االبريطانية، إن نظام أسد عاجز ومؤيديه السابقين تخلوا عنه، مؤكدةً أن سوريا تعود إلى بداية انطلاق الثورة في عام 2011 قبل أن يشن أسد حرباً شعواء على السوريين قتل خلالها وهجر الملايين منهم.
وبحسب ما أورد موقع “الحرة”، أكدت المجلة أن كسب نظام أسد في الحرب كان بدعم إيران وروسيا، لكنه يواجه الآن تحديات جديدة لا يمكن حلها بالقوة، حيث أن المتظاهرين في الجنوب بدؤوا يرددون شعارات مناهضة للنظام، وهي نفس الشعارات التي انطلقت فيما أسمته “بداية الأزمة”.
فالعملة المنهارة تدفع بالمزيد من السوريين نحو الفقر، كما أن من شأن مجموعة جديدة من العقوبات الأميركية فرضت مؤخرا جعل الأمور تصبح أكثر سوء، بالتزامن مع بروز معارضة حتى داخل منظومة الأسد، الذي لا يقدم أي حلول للأزمة المتزايدة.
وتضيف المجلة أنه عندما ورث الأسد الرئاسة عن والده قبل عقدين من الزمن، كانت سوريا دولة متوسطة الدخل، أما الآن فأكثر من 80 في المئة من سكانها فقراء، مع تراجع الناتج المحلي الإجمالي بمقدار الضعفين عما كان عليه قبل “الأزمة”. ثم هناك الوضع في لبنان، أكبر سوق خارجي لسوريا والمورد الرئيسي للدولار، حيث تغرق البلاد المجاورة في أزمة مالية.ومع ندرة العملة الصعبة في كلا البلدين، انخفضت قيمة الليرة السورية إلى مستويات قياسية، حيث تم تداولها عند حوالي 50 ليرة مقابل الدولار قبل الحرب، أما اليوم فبلغت نحو ثلاثة آلاف في السوق السوداء.
كما أن قيمة الرواتب الحكومية تنخفض في ظل ارتفاع للأسعار، والنتيجة، كما تقول الأمم المتحدة، أن الكثير من الناس لم يعد بإمكانهم شراء الطعام، والأدوية نفدت من الصيدليات، لأن التجار ليس لديهم ما يكفي من المال لدفع ثمن استيرادها من الخارج.
إضافة لهذه المعطيات، تظهر أزمة جديد، وفقا للمجلة، تتمثل في أن المزيد من المؤيدين السابقين للأسد تخلوا عنه، حيث تطرقت المجلة إلى الاحتجاجات التي نظمها المئات من أفراد الطائفة العلوية، التي يتحدر منها أسد، بالإضافة إلى الدروز في السويداء. وتنقل المجلة عن الصحفي السوري إبراهيم حميدي قوله، إن “مشكلة النظام تكمن في الموالين له، وليس مع المعارضة”.
وتضيف أن الأسد قرر فصل رئيس وزرائه عماد خميس في 11 يونيو الجاري، وبات يعتمد الآن على دائرة متناقصة من الأصدقاء، مشيرةً إلى أنه على الرغم من أن المشاكل تتزايد على الأسد، العاجز أصلا، إلا أنه ربما لن يذهب إلى أي مكان”.
ويختتم تقرير الصحيفة بالقول، إن “الأهم من ذلك أن روسيا وإيران تواصلان دعم الدكتاتور، وما زالوا يأملون في الحصول على عوائد مراهنتهم على الأسد”.
نقلا عن اورينت نت