قالت مجلة ذي إيكونومست البريطانية إن الحرب التي تعصف بسوريا منذ أكثر من خمس سنوات أصبحت كارثية وتمثل رعبا لا ينتهي، وخاصة في ظل استهداف المدارس والمستشفيات والمدنيين بالقصف بواسطة البراميل المتفجرة.
وأضافت أن روسيا اشتركت العام الماضي في الحرب المستعرة بسوريا، وذلك من أجل دعم بقاء الرئيس السوري بشار الأسد في السلطة، وأنها تقوم أيضا بقصف المستشفيات والمدنيين في المناطق الواقعة تحت سيطرة المعارضة.
وأشارت إلى أن روسيا والنظام السوري يواصلان القصف بالرغم من الهدنة المعلنة، وأن الأسد وحلفاءه يتبعون إستراتيجية متعمدة تتمثل في استهداف المدنيين في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة.
ونسبت إلى جماعات حقوق إنسان قولها إن قوانين الحرب يجري انتهاكها بوقاحة في سوريا. وقالت إن تنظيم الدولة الإسلامية وقوات النظام وحلفائه الأكراد يضيقون الخناق على مدن مثل إعزاز ومارع في شمال حلب قرب الحدود التركية.
أدراج الرياح
ونسبت إلى مصادر في الأمم المتحدة قولها إن آلاف المدنيين السوريين أصبحوا عالقين وسط النيران في هذه المنطقة، وأن هذه الأوضاع تشكل أخبارا سيئة بالنسبة إلى الولايات المتحدة وحلفائها الغربيين الذين ذهبت آمالهم أدراج الرياح عندما عقدوا الأمل على تدريب المعارضة المعتدلة من أجل مواجهة تنظيم الدولة.
وأشارت إلى أن هناك خطة أميركية جديدة تتمثل في تقديم الدعم إلى قوات سوريا الديمقراطية التي تتألف في معظمها من المسلحين الأكراد، وأن هذه القوات استولت على عدد من القرى على طول نهر الفرات بالقرب من مدينة منبج بشمال سوريا.
كما أشارت ذي إيكونومست إلى انهيار المفاوضات بشأن السلام في سوريا، ونسبت إلى كبير مفاوضي الهيئة العليا للمفاوضات السورية محمد علوش أن المفاوضات كانت “فاشلة”. وأما المبعوث الدولي إلى سوريا ستفان ديمستورا، فقال إن المفاوضات التي انهارت مرة أخرى في أبريل/نيسان الماضي لن تبدأ قبل ثلاثة أسابيع على الأقل.
وأضافت أن هناك جهودا دولية لمحاولة إيصال مواد الإغاثة لمساعدة نحو مليون سوري في المدن والبلدات المحاصرة، وأضاف ديمستورا أنهم قد يلجؤون إلى إسقاط المواد الإغاثية على المحاصرين من الجو.
وقالت ذي إيكونومست إن الوقت الطويل الذي تستغرقه المفاوضات وخروقات الهدنة يعتبر من صالح الأسد في حين أن سوريا تحترق وهو يحتفظ بمنصبه.
مركز الشرق العربي