تواصل إيران عبر تدخلها الكبير فيما يجري داخل سورية بتغيير معالم العاصمة السورية دمشق، وإضفاء طابع شيعي عليها وسط تسهيل كبير من قبل نظام الأسد الذي لا يتجرأ على وقف تصرفات الميليشيات المدعومة إيرانياً لاعتماده الكبير عليها في المعارك.
وتشير “تنسيقية حي المهاجرين” المعارضة إلى أن دمشق تعاني من تفشي مظاهر “الاحتلال الإيراني” حسب تعبيرها، وتضيف في صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” أن أحياءً في العاصمة تحولت إلى “مستوطنات شيعية” عبر استقدام شيعة وإسكانهم في الأحياء كما هو الحال في حي زين العابدين المجاور لحي المهاجرين وسط دمشق.
وذكرت التنسيقية أن أغاني الشيعة و”اللطميات” باتت تنتشر بكثرة في المدينة، إضافة إلى وضع “الربطات الخضراء” على السواعد، ووضع الأطواق الحاملة لـ”سيف علي” على الأعناق، وهو ما اعتبرته التنسيقية رمز يجمع بين عناصر “الشبيحة” كما يسميهم السكان المحليون.
ولفتت التنسيقية إلى أن مظاهر التدخل الإيراني باتت واضحة حتى في الاقتصاد، حيث أصبحت البضائع الإيرانية المكتوب عليها باللغة الفارسية تنتشر بكثرة في أسواق دمشق. وبحسب التنسيقية المعارضة فإن أنباءً انتشرت خلال الآونة الأخيرة تشير إلى نية النظام تدريس المذهب “الإثني العشري” للشيعة كمذهب إسلامي في مناهج التربية الدينية بالمدارس والجامعات، حسب قولها.
وكانت “السورية نت” نشرت في وقت سابق تقريراً سلط الضوء على استغلال إيران للأوضاع المضطربة في سورية، والترويج لمشروعها القائم على نشر المذهب الشيعي في مختلف المدن السورية لا سيما دمشق. عبر إنشاء الحسينيات ومراكز الدعوة للانضمام إلى المذهب الشيعي.
وذكر “صالح” (44 عاماً) الباحث في علم الاجتماع من أبناء دمشق، أن الحكومة الإيرانية والمستشارية الثقافية الإيرانية بدأت تبذل الكثير من الأموال في سبيل ذلك، مضيفاً “كما برزت ظاهرة احتلال المقامات وشراء العقارات المحيطة بها مثل منطقة مقام السيدة سكينة في داريا، من خلال ضغط الأجهزة الأمنية على أصحابها لبيعها لآخرين شيعة لقاء أسعار زهيدة، أو مصادرتها بحجة إقامة منشآت عامة كالمستشفيات والمدارس، ومن ثم منحها لجهات شيعية، لتشيد فوقها حوزات دينية ومساجد شيعية خالصة بما فيها الأذان وفق المذهب الشيعي”.
ويشار إلى أن إيران تعد من أكثر الدول الداعمة لنظام بشار الأسد في قمعه للثورة التي بدأت ضده في منتصف مارس/ آذار 2011، ودأبت إيران على دعم النظام سياسياً ومادياً وعسكرياً عبر إمداده بالميليشيات العراقية واللبنانية والأفغانية، فضلاً عن إشراك مقاتلين إيرانيين بالمعارك كما حصل في جنوب سورية مؤخراً، حيث أوكلت قيادة المعارك في ريف درعا لقاسم سليماني قائد لواء “فيلق القدس” التابع للحرس الثوري الإيراني”.
المصدر:
السورية نت