أعلنت إيران أنها تسعى إلى نقل خوادم تطبيق “تلغرام” الذي يستخدمه أكثر من 15 مليون مواطن إيراني إلى داخل البلاد من خلال التفاوض مع هذه الشركة، وسط قلق من منظمات حقوق الإنسان حول تشديد الرقابة على المواطنين وإمكانية التجسس على الناشطين عبر هذا التطبيق الذي يحظى بشعبية واسعة داخل البلاد.
ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية “إرنا” عن المدیر العام لشركة “افرانت” لخدمات الإنترنت فریدون قاسم زادة، قوله إن مفاوضات تجري مع تلغرام لنقل خوادمها إلى إيران كما أن غوغل ومایكروسوفت تسعی إلى إدخال خوادمها إلى داخل البلاد”، على حد تعبيره.
وعلی هامش مراسم افتتاح مؤسسة “دیتا سنتر” المعلوماتیة قال قاسم زادة إن “رفع الحظر بشكل كامل فتح الطریق أمام شركات التقنیات للدخول إلى إيران”، مشیراً إلى أنه “مع حل المشاكل القائمة فإن خوادم شركة تلغرام ستدخل إلى إيران”.
ووصف قاسم زادة الخوادم التي تقدمها شركة تلغرام بأنها من أكثر الخوادم تناسباً مع معاییر الجودة العالمیة، لافتاً إلى أنه ولولا الحظر المفروض فإن شركات مثل غوغل كانت قد وجدت مكانها في إيران منذ سنوات طویلة”.
وأشار قاسم زادة إلى أن إنشاء مركز “دیتا سنتر” في البلاد سیشجع الشركات الأجنبیة على الدخول في إيران وتقدیم خدماتها فوراً وذلك لجودة الخدمات التي یقدمها المركز مع انخفاض التكالیف”، على حد قوله.
يذكر أنه في بداية شهر أغسطس الجاري قالت وكالة “رويترز” إن السلطات الإيرانية من خلال جيشها الإلكتروني قامت باختراق 15 مليون حساب لمواطنيها على تطبيق “تلغرام” الشهير، وسط نفي من مسؤولي “تلغرام” صحة هذه المعلومات.
وبينما ذكرت وكالة “رويترز” في تقريرها، أن قراصنة تمكنوا من الحصول على بيانات وأرقام هواتف 15 مليون مواطن إيراني في هذه العملية، اعتبر المدير العام والمسؤولون في شبكة “تلغرام” ما جاء في تقرير رويترز بأنه “عار من الصحة ومجرد إشاعات لا أساس لها”.
وكانت الوكالة قد رفعت تقريراً بعدما أجرت مقابلة مع الخبراء الأمنيين لشبكة الإنترنت جاء فيها أن حساب 15 مليون مستخدم إيراني يتعرض لتهديد، ويرجح الخبراء بأنه قد تم اختراق حساب المستخدمين.
ويعتقد الخبراء أن الاختراق تم عن طريق الرسالة التي ترسلها التلغرام عند تفعيل التطبيق حيث عندما يقوم المستخدمون بتفعيل خدمة “تلغرام” من جهاز نقال يقوم التطبيق بإرسال رسالة نصية عن طريق إحدى شركات الاتصالات في إيران.
وبحسب الخبراء، فإن الحرس الثوري الإيراني يمتلك 51 بالمئة من أسهم شركة الاتصالات الإيرانية، وبإمكانه الحصول على الرقم السري الذي ترسله شبكة تلغرام قبل أن يحصل عليها المستخدم، وبهذا تتمكن قراصنة الجيش الإلكتروني من الولوج والتحكم بالحسابات.
وتعمل أجهزة الاستخبارات الإيرانية والجيش الإلكتروني التابع للحرس الثوري على اختراق التطبيقات التي يعتبرها الإيرانيون آمنة مثل تلغرام بهدف دفع المواطنين لاستخدام التطبيقات المحلية التي تنوي السلطات إطلاقها.
ويقوم الجيش الالكتروني، بمراقبة مستخدمي الإنترنت والاتصالات والقنوات الفضائية ومواقع التواصل الاجتماعي، ويزوّد القضاء بقوائم من يعارضون النظام أو يتبادلون معلومات يعتبرها الحرس مصدر خطر على النظام أو مغايره لخطابه ومبادئه.
يذكر أن جهاز الاستخبارات التابع للحرس الثوري الإيراني يستمر بحملة اعتقالات واسعة ضد مستخدمي شبكات التواصل الاجتماعي وعلى رأسها قنوات وحسابات تطبيق تلغرام الشهير.
وتفرض السلطات الإيرانية رقابة صارمة على شبكة الإنترنت وبرامج التواصل الاجتماعي منذ احتجاجات العام 2009، فيما يدور الحديث الآن عن مساع لحجب تطبيق برنامج “تلغرام” بعدما رفضت إدارة الشركة منح طهران برامج للتجسس على محادثات مواطنيها.
وكان باول دولوف، مؤسس تطبيق” تلغرام” قال إن وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات الإيرانية طلبت من شركة “تلغرام” رسميا أجهزة تجسس لمراقبة محتوى التطبيق والتجسس على مستخدمي هذا التطبيق في إيران، ولكنه رفض ذلك.
وأضاف خلال حديث مباشر مع المغردين الإيرانيين على “تويتر”، أن “الحكومة الإيرانية هددتنا بحجب الخدمة عن تطبيق موقع تلغرام في إيران في حال رفضنا طلب إيران بتزويدها بمعدات إلكترونية للتجسس على مستخدمي تلغرام”.
العربية نت