تحاول إيران بشتى السبل عرقلة اجتماع “أستانا” حول سوريا المقرر انطلاقه في 23 يناير/كانون الثاني الجاري، سواء من خلال تقديم مبادرة تتعارض مع الحلول المطروحة من قبل روسيا وتركيا أو من خلال معارضة حضور الإدارة الأميركية في هذه المحادثات.
وفي هذا السياق، اعتبر ديميتري بيسكوف، الناطق باسم الكرملين، أن موقف إيران يسهم في تعقيد مسألة مشاركة الإدارة الأميركية في مفاوضات أستانا حول سوريا.
وقال بيسكوف في حديث لـ”بي. بي. سي” السبت إنه “مما لا شك فيه أننا رحبنا بالمشاركة الأميركية، فيما أن الوضع غاية في التعقيد في ظل وجود إيران لاعبا هاما في المسألة السورية، وعدم ترحيب الإيرانيين بالولايات المتحدة. هذه المسألة غاية في الأهمية في إطار لعبة حذرة للغاية”.
وكانت الخارجية الإيرانية أعلنت في بيان أن نائب وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية والإفريقية حسين جابري أنصاري، سيترأس وفد بلاده للمشاركة في مؤتمر “أستانا” في خطوة اعتبرها مراقبون أنها “غير جادة”، في ظل الخلافات القائمة بين طهران وموسكو حول الحلول المطروحة والأطراف المشاركة، حيث دعت روسيا الولايات المتحدة لحضور “أستانا” وسط معارضة قوية من قبل إيران.
من جهته، قال جابري أنصاري إن إيران قامت سابقاً بتقديم مبادرة لتسوية الأزمة السورية من 4 بنود، تتضمن وحدة الأراضي والسيادة الوطنية السورية، لافتاً إلى أن إيران ستتابع هذا المبادرة في مؤتمر أستانا.
ولم يتطرق مساعد وزير الخارجية الإيراني إلى سائر بنود المبادرة الإيرانية، التي تصر على بقاء بشار الأسد، ولا تمنح أي دور للمعارضة السورية في عملية الانتقال السياسي في سوريا.
ونقلت وكالة “تسنيم” الإيرانية عن أنصاري لحظة وصوله إلى كازاخستان، قوله إن مؤتمر “أستانا” حول المباحثات السورية-السورية سيبدأ الاثنين وسيشارك وفد إيران برئاسته في هذا المؤتمر.
من جهته، قال علي أكبر ولايتي، مستشار المرشد الأعلى الإيراني للشؤون الدولية، خلال لقائه رئيس وزراء النظام السوري عماد خميس، في طهران الخميس، إن بلاده ترفض بقوة مشاركة واشنطن في اجتماع “أستانا”، بحسب ما نقلت عنه وكالة الأنباء الإيرانية “إرنا”.
ويتطابق موقف ولايتي مع الموقف الذي أبداه وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، الذي أعلن معارضة طهران لحضور أميركا في اجتماع “أستانا” قائلا إنه “ليست هناك أي دعوة موجهة لواشنطن لحضور هذا الاجتماع”.
كما قال أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، علي شمخاني، إن بلاده وروسيا وتركيا لن توجه دعوة مشتركة إلى الولايات المتحدة للمشاركة في المحادثات المقرر عقدها في “أستانا” بشأن الأزمة السورية.
وأضاف شمخاني أنه “لن يكون للولايات المتحدة أي دور في المحادثات. هناك احتمال لأن تدعو كازاخستان الولايات المتحدة للحضور بصفة مراقب”.
يأتي هذا في حين أعلن وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، الخميس، أنه تم توجيه الدعوة إلى الولايات المتحدة لحضور المحادثات بشأن الصراع السوري المقررة هذا الشهر في أستانا عاصمة كازاخستان، ما يعكس تضارب المواقف بين طهران وموسكو حول الأزمة السورية.
العربية