الملك عبدالله الثاني يتوجه إلى سلطنة عمان لإجراء مباحثات مع السلطان قابوس بن سعيد، تتناول علاقات التعاون بين البلدين، وتطورات الأوضاع في المنطقة.
ترجح أوساط سياسية أن تكون زيارة العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني إلى سلطنة عمان على صلة بالتصعيد الجاري بين طهران وعمّان.
وغادر الملك عبدالله الثاني الأردن الأحد في زيارة عمل إلى عمان لإجراء مباحثات مع السلطان قابوس بن سعيد، تتناول علاقات التعاون بين البلدين، وتطورات الأوضاع في المنطقة، وفق بيان للديوان الملكي تحصلت “العرب” على نسخة منه.
ويرتبط الأردن وعمان بعلاقات تاريخية تعززت في العشرية الأخيرة عبر عقد العشرات من الاتفاقيات في مختلف المجالات، وآخرها اتفاقية الإعفاء المتبادل من التأشيرة والتي صادق عليها السلطان قابوس بن سعيد الأربعاء الماضي.
ولسلطنة عمان علاقات وثيقة أيضا مع الجانب الإيراني، وقد لعبت مسقط دورا بارزا في احتضانها لمباحثات بين طهران وواشنطن انتهت بتوقيع الاتفاق النووي في العام 2015.
وتعتبر السلطنة الدولة الوحيدة في مجلس التعاون الخليجي التي تقيم علاقات مع إيران، وعلى هذا الأساس ترى الأوساط السياسية أن زيارة الملك عبدالله إليها قد تكون مرتبطة برغبته في تخفيف التوتر المتصاعد بين المملكة وطهران شريطة التزام الأخيرة بعدم الاقتراب من حدودها الشمالية التي تعد خطا أحمر.
وتضيف هذه الأوساط أن الملك عبدالله قد يطلب من عمان إيصال هذه الرسالة للجانب الإيراني، الذي يشن حملة مؤخرا على عمان، متهما إياها بالحشد لتدخل عسكري في جنوب سوريا.
وسبق وأن شدد وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي الجمعة، لنظيره الروسي سيرجي لافروف على أن المملكة لا تريد “ميليشيات مذهبية” على حدودها مع سوريا، في إشارة واضحة إلى الحرس الثوري الإيراني والميليشيات الشيعية الداعمة له.
وكان العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني أكد قبل أسبوعين أن بلاده مستمرة في سياستها الدفاعية في العمق السوري “دون الحاجة إلى دور للجيش الأردني داخل سوريا”.
وأوضح في تصريحات لوسائل إعلام محلية “لن نسمح للتطورات على الساحة السورية وجنوب سوريا بتهديد الأردن”.
ويقول مراقبون للشأن الأردني إن عمّان لا تسعى للدخول في مواجهة مفتوحة مع طهران، ولكنها حريصة أيما حرص على اعتماد نهج حازم معها في حال تخطت الخطوط الحمراء التي رسمتها، كتركيز موطئ قدم لها بالقرب من حدودها.
صحيفة العرب