حماة – «القدس العربي»: أكدت مصادر عسكرية في المعارضة المسلحة وأخرى متابعة للشأن السوري، تعزيز إيران حضورها العسكري واللوجستي على تخوم المنطقة العازلة، خاصة في ريف حماة وسط سوريا، بعد تنسيق مع القوات الروسية التي سمحت للميليشيات المدعومة من طهران باستخدام قواعدها قبيل الانتقال إلى مناطق الانتشار المخطط لها. على صعيد آخر، أقدمت مجموعات مسلحة من «الشبيحة» في مدينة حماة على طرد محافظ النظام السوري «محمد الحزوري» ومرافقته خلال قيامه بجولة تفتيشية على مخازن تحوي بضائع تركية.
وأشار المرصد السوري لحقوق الإنسان، إلى وصول أكثر 15 آلية تحمل مقاتلين إيرانيين ومعدات لوجستية إلى ريف حماة الشمالي، بغية تعزيز مواقعها العسكرية المنتشرة على امتداد ثماني مدن وبلدات سورية شمالي المحافظة، أبرزها «رحبة خطاب، حلفايا، وجنوب الزلاقيات»، إلا أن مصادر عسكرية من «السوري الحر»، تحدثت عن قيام الميليشيات الإيرانية برفع العلم الروسي في المقار التابعة لها، بهدف تجنب الغارات الإسرائيلية التي استهدفت مواقع لها قبل أيام في الجنوب السوري، وفق ما قاله النقيب «مصطفى المعراتي» الناطق الرسمي باسم «جيش العزة» لـ «القدس العربي».
وبسؤاله عن رأيه في اتفاق «سوتشي»، حول الشمال السوري رأى القيادي المعارض، بأنه «ولد ميتاً»، وأن إيران وجدت نفسها خارج الاتفاق، لذلك تسعى وفق قوله إلى إفشاله، في حين يتواصل القصف الصاروخي والمدفعي بشكل مستمر من قبل قوات النظام والميليشيات الموالية له على المناطق المشمولة بالاتفاق.
«شبيحة الأسد» يطردون محافظه فـي حماة
ولا تكتفي القوات الإيرانية بتواجدها على الأراضي السورية، بل تسعى وفق المرصد، لزيادة القوات هذه لتمكين نفسها وتوسعة قاعدتها، عبر محاولة إطلاق يدها في الداخل السوري، منتهجة نهج تنظيم «الدولة الإسلامية» سابقاً حين وقع تحت الضغط الدولي، واضطر للجوء إلى الداخل السوري، عبر زج المدنيين عبر استغلال مأساتهم وظروفهم المادية والمعيشية.
وتعتمد إيران وفق ما قاله الباحث السياسي «خليل المقداد» لـ «القدس العربي» على سلاح «الميليشيات الطائفية العابرة للحدود من أفغانستان والعراق ولبنان، والعديد من الدول، وهذه القوى هي القوة الضاربة على الأرض، حتى الفرقة الرابعة التي يديرها شقيق الأسد، العميد «ماهر الأسد» تحتوي على لواء كامل من الطائفة الشيعية، وهذا يدل على أن الاعتماد في المعارك على هذه القوات، وعلى غطاء جوي من قبل المقاتلات الروسية».
النظام، كذلك يزج بعناصر المصالحات، أو ممن يتم تجنيدهم قسرياً في المعارك، بعد دورة عسكرية لمدة شهر، والتصعيد الإيراني في منطقة خفض التصعيد الرابعة شمال سوريا حسب – المقداد – سببه المنطقة العازلة التي عملت على تجريد الفصائل من السلاح الثقيل، وبالتالي أصبحت هذه المواقع مشاعاً للنظام والحلفاء الداعمين له.
الغريب في التطورات الأخيرة، هو حدوث الخروقات على مرأى ومسمع فصائل المعارضة السورية، وأن روسيا تقوم، وفق الباحث بالخروقات كلياً أو جزئياً أو تدعم مرتكبيها سواء كان النظام أو إيران من يفعل ذلك، في حين أن تركيا تلعب «دور المهدد بعد كل تصعيد، وتجتمع مع الفصائل لمنعها من التصعيد، وهذا مؤشر خطير على مستقبل المنطقة» وفق المصدر.
من جهة أخرى أقدمت مجموعات تتبع لـ «الشبيحة» الموالين للأسد في محافظة حماة وسط سوريا، أمس الأحد، على طرد محافظ حكومة دمشق «محمد الحزوري»، ودوريات الجمارك المرافقة له، عندما حاولوا احتجاز مستودعات تجارية تحتوي على بضائع تركية، تعود ملكيتها إلى شقيق قيادي في الشبيحة في بلدة «قمحانة» شمال مدينة حماة.
ووفق مصادر إعلامية معارضة، فإن مستودع البضائع يعد أحد أكبر المستودعات في المنطقة، وأن محافظ النظام يفشل للمرة الثالثة على التوالي في مصادرته من الشبيحة، وفي كل محاولة له، تقف مجموعات بوجه قراره، وتقوم بطرده مع المسلحين المرافقين له. وكانت جمارك النظام كثفت مؤخراً من حملاتها الأمنية في محافظة حماة، وسط البلاد، ضد المنتجات التركية والتجار المحليين القائمين عليها، دون معرفة الأسباب وراء الحملة، أو الجهة الحقيقية التي تقود عمليات المصادرة.
القدس العربي