مازالت إيران تواجه الانتقادات المباشرة بحق سياستها المتبعة في سوريا، كثرة التدخل الإيراني في الشؤون السورية جعل الأوساط الدولية يقف من سياسة إيران موقف المناهض والرافض لانتهاكات إيران المتكررة في المنطقة.
نظام الأسد المرحب الأول في التدخل الإيراني في سوريا بات الآن موقفه متأرجحاً حيال إيران، تميل كفته في ميزان القوى المقاتلة والحليفة له على أراضيه إلى روسيا الداعمة له جوياً، فلقد عملت روسيا على تقديم دعم عسكري جوي لقوات النظام ساهم في تغيير المعادلة في ساحات المعارك وحسم النتائج لصالح النظام.
فقد اتهم مسؤول إيراني، يوم الخميس، الماضي بشار الأسد بأنه يؤيد بقاء روسيا في سوريا لتحل محل بلاده بسبب الدعم الجوي المقدم من قبل موسكو، وأكد على أن بلاده ليس لديها استراتيجية الخروج من الحرب السورية.
كما تحدث أيضاً رئيس الشؤون الاستراتيجية في “معهد الدراسات السياسية والدولية” التابع لوزارة الخارجية الإيرانية ” مصطفى زهراني” عبر مقال نشره على موقع دبلوماسي إيراني ” الإلكتروني إن ” : ( إيران ليس لديها استراتيجية خروج من الحرب السورية).
وقد اتهم زهراني “بشار الأسد” وقوفه إلى الجانب الروسي على حساب إيران بقوله: (بسبب الدعم الجوي والثقل الدبلوماسي الروسي على الساحة الدولية يظن بشار الأسد أن روسيا تستطيع مساعدته في مواجهة أمريكا وإسرائيل أكثر من إيران)
وهذا ما يؤكد على أن موقف النظام السوري قد تغير وتبدل حيال إيران متجهاً نحو روسيا، تاركاً إيران وسط حالة من التخبط في تثبيت مواقفها في سوريا، خاصة بعد الضغوط التي تتعرض لها إيران من دول مجلس الأمن.
إذ أن أمريكا تسعى جاهدة لإبعاد النفوذ الإيراني الذي تعتبره الخطر الأكبر الذي يهدد منطقة الشرق الأوسط.
فقد طالب الجنرال الأمريكي” جوزيف فوتيل” قائد القيادة المركزية الأميركية خلال اجتماع له مع لجنة الخدمات المسلحة في مجلس النواب الأمريكي ببحث السبل العسكرية لمواجهة النشاط الإيراني، قائلاً: (نحن نعلم أن إيران تقوم بنشاطات عسكرية عنيفة خارج حدودها خاصة في منطقة الشرق الأوسط، ونعلم ان النظام الإيراني الذي تقوده ثورة الخميني يستغل ضعف منطقة الشرق الأوسط ليحقق طموحاته التوسعية كما يفعل حالياً في سوريا، فالنظام الإيراني يخوض حروباً بالوكالة عن طريق ميليشياته بالتدخل المباشر أو يقوم بتسليح ميليشيات موالية له كما في اليمن وعلينا أن نحاسب النظام الإيراني على هذه النشاطات).
كما أن تركيا وفي اجتماع ضم كل من وزير الخارجية التركية “مولود تشاويش أوغلو” ونظيره الأميركي ” ريكس تيلرسون” ناقشت تركيا أهم قضايا الملف السوري، وخاصة فيما يتعلق بالوجود الإيراني داخل سوريا، فالهدف المشترك بين أمريكا وتركيا هو الحد من الوجود الإيراني في سوريا.
وقد أعربت مندوبة واشنطن الدائمة في الأمم المتحدة “نيكي هالي” في مطالبتها للمجتمع الدولي ، الأربعاء الماضي، بضرورة إخراج الميلشيات الإيرانية من سوريا.
يذكر أن إيران قد زجت بنفسها للدفاع عن حكم الأسد بعد اندلاع الثورة السورية في عام 2011 وقامت إيران بدعم الميليشيات الشيعية من كل من لبنان والعراق ودول أخرى للقضاء على الثورة السورية ولكنها لم تكن تتوقع أن تطول الحرب السورية كل هذا الوقت.
الجميع يترقب ويتطلع إلى السياسة التي ستتبعها واشنطن لدحر النفوذ الإيراني عن منطقة الشرق الأوسط ، فإلى الآن لم تتضح سياسة ترامب بشكل جليّ تجاه إيران
نور سالم – المركز الصحفي السوري