تسحُّ الذاكرة رائحة الأمكنة، تطرق أزقّة الوجدان،
تلتقف رائحة الدخان من مواقد أناسٍ كانوا يصدّرون معاني الرجولة في فناجين قهوتهم، ومعاني الانتماء لقبس الوطن.
تكاد تعانق صهيل خيلهم في ساحة عرسٍ، لا تميّز فيها رائحة مطر تشرين، من رائحة الحبق المزيّن بشالات اللواتي نشب الكبرياء في لفحة تنورهنّ، فتفخرت معاني الشوق على وجوه الأرغفة.
قمح الأزادي وكم أغرت مناجلهم روائح الخبز في توابيت من رحلوا،
تسمع مواويلاً تلمح الفوانيس التي تنوس مع زحكة الحيالين الكسولة، وانطفاء أعقاب السجائر بين أصابع المذراة وساعد الجاروف في لحظات انكسار.
كندا تمنع كبار قادة “الحرس الثوري الإيراني” من دخولها بشكل دائم
تغفو على لحاء الذاكرة
لرجل معنا في روحه، فهذا الطين هو ماؤه،
وأصدقاءٍ قتلوا، حين تبوّأ كلٌّ منَّا مقعده في قطار الحريَّة وأوشك الراؤون أن يلتقطوا صوراً تذكارية وشهوق قامتها، إلا أنّنا مازلنا نذخر البروج في الخيال.
قال ابن جاري البقَّال: من هو؟
قلت له ناجٍ من الأعراف.
فقال لي: لم يكن معنا يوم السفينة؟
فقلت: كان يذخر الرياحَ للشراع.
فقال: ألم تؤمن أنّ الله يسوقها كيفَ يشاء.
تسفّ المطويات أحلامنا، جدّي كانَ فلاحاً يجرح حياء الأرض فتسحّ حنطةً سمراء، حاولت فطعنت القمحَ بسلاحٍ أسمر مسوّد وتلاشى خجلاً الشتاء.
فتبوّأ الكتّاب تخوم التاريخ على عجر
معانيه متناقضة فحسبنا الهامش نصّاً هكذا رأيناه يتكرر بالموت لنكرر ذهولنا بعتابا المصيبة.
نقتفي أثر الدمعة نشربها سلسبيلاً نغنيها،
نرقص ونولد ونموت بحفنة دموع، بيدَ أنّ أمهاتنا
يبكينَ على إيقاع زغاريد العرس!.
https://www.facebook.com/syrianpresscenter/videos/603403098034883
مشعل تمّو كان مشعلا في سواد الشعب يشتعلُ، أطفأته عصابات لا يمكن أن نصف أفرادها أنهم سوريون مثله.