المركز الصفي السوري
علي الحاج أحمد 23/1/2015
هاهو العام الرابع من بدء الثورة السورية ثورة العز والكرامة، قد شارف على الإنتهاء وشراسة الحرب في سورية تزداد يوماً بعد يوم، مخلفة أكثر من 3 ملايين منزل مدمر، لقد استخدم النظام السوري القنابل الفراغية والبراميل المتفجرة لتدمير أحياء سكنية بأكملها ومحوها من على وجه الأرض، وأشارت بعض التقارير إلى أنه لا أرقام نهائية لحجم الدمار في سوريا، مشيراً في الوقت ذاته إلى أن خسارة الناتج المحلي فاقت 45% وهو ما يعادل نحو 15 مليار إلى 25 مليار دولار، وأشار التقرير ذاته إلى أن سوريا حلت في المرتبة العاشرة عالميا ضمن قائمة الدول الأكثر بؤسا في العالم حيث تجاوزت نسبة البطالة عتبة 55% خلال عام 2014
ولكن المواطن السوري لم يقف مكتوف الأيدي وينتظر إلى أن ينتهي هذا النظام، لكي يبدء ببناء بلده وإعادة إعمار ما تمّ دماره على أيدي النظام، بل سارع إلى البدء بالإعمار رغم استمرار القصف والدمار، وهناك تزايد ملحوظ في الأبنية الجديدة، وخاصة في المناطق المحررة من سورية، ورغم الإرتفاع الجنوني في أسعار البناء، رغم كل هذا لم تنقص الحرب الدائرة في سورية من عزيمة وإصرار السوريين.
السيد “فاضل” متعهد بناء في ريف إدلب الجنوبي يقول: أن مختلف المواد الأساسية في البناء ارتفعت أضعافاً مضاعفة، وضرب أمثلة على ذلك قائلاً لقد بلغ سعر طن الحديد 140 ألف، وارتفعت سعر سيارة الرمل ذات 3 أمتار مكعب من 6 آلاف إلى 14 ألف، في حين تجاوز سعر الطن الواحد من الإسمنت الـ 25 ألف، لتصل بدورها سعر البلوكة الواحدة إلى 55 ليرة، لافتاً إلى أن هذه الأسعار هي أسعار المواد فقط دون أجور العمال، وأضاف إن أسعار المواد ليست هي التكلفة الوحيدة المرتبة على تكاليف البناء، إنما هناك تكاليف إضافية تتعلق بالأتاوات النقدية التي تفرضها حواجز النظام على سيارات نقل مواد البناء بين المناطق، مشيراً إلى أنها تتجاوز أحياناً الـ 5000 ليرة عن كل نقلة، وإلا سيتم تفتيش السيارة بطريقة عنيفة، والتنكيل بسائقها بطرق مختلفة.
أن الأزمة وما أفرزته من مؤثرات اجتماعية وسياسية واقتصادية جعلت مجموعة من التجار يعملون ضد بعضهم بعضاً، ولكن على حساب المواطن الفقير، وهذا ما أكده السيد “نايف” وهوالآن يقوم ببناء منزل له ولعائلته في ريف إدلب الجنوبي، ويضيف إن ارتفاع أسعار الأبنية والعقارات، جعل تجار مواد البناء يرفعون أسعار موادهم بشكل جنوني، ولكن المواطن الذي دمر منزله سوف يتطر إلى بناء منزل جديد لكي يأوي أسرته فيه، والبعض إستغل الوضع لصالحه ليبني المحلات التجارية والمنازل في المناطق العشوائية، حيث زاد البناء العشوائي بنسبة 90% عن قبل، ولقد كان النظام قبل الثورة يمنع البناء العشوائي والغير منظم، بحجة أن هذه المنطقة منطقة حماية أو منطقة إدارية لايجوز البناء فيها، إلا برخصة من المحافظة، حتى أصبح بناء المنزل حلم كل مواطن في سورية، ويضيف السيد “نايف” إننا اليوم نستغل عدم وجود أي رقابة على البناء وبإمكانك بناء ماتشاء من المحلات التجارية والمنازل.
يأتي ذلك فيما يستمر القصف والتدمير في سوريا بمدنها وأحيائها وشوارعها وأزقتها ومساجدها وقلاعها، ولا تبدو أي بادرة أمل في الخروج من ذلك النفق المظلم في وقت قريب، فنحن نبني بلدنا ونظام بشار الأسد يدمره، بصواريخه وطائراته.