وأعلنت الداخلية الفرنسية على حسابها، في “تويتر”، أنّ حادثاً أمنياً “خطيراً”، يجري عند متحف اللوفر بباريس، وأنّ الشرطة أخلت المنطقة وطوّقت المتحف. كما طلبت من وسائل الإعلام عدم نشر معلومات مغلوطة، والاكتفاء بما تعلنه الجهات الرسمية.
ولاحقاً أعلن قائد شرطة باريس، ميشيل كادو، أنّ المهاجم كان يحمل حقيبتي ظهر إلا أنّه لم يتم العثور في أي منهما على سلاح أو متفجرات، داعياً إلى انتظار تكشّف معلومات أكثر، مع بدء الشرطة القضائية التحقيق.
وعقب الحادثة، تم إغلاق كل منطقة اللوفر، وشارع ريفولي، وخطي 1 و7 من الميترو، خوفاً من وجود أشخاص آخرين مع المهاجم.
وقال كادو للصحافيين إنّ “نوايا المهاجم كانت إرهابية بسبب اختياره مكان الهجوم، وتوجهه نحو قوات الأمن، ورمزية اليوم الجمعة، وإطلاقه لكلمات الله أكبر”.
وأشار قائد الشرطة إلى أنّ المهاجم لا يزال على قيد الحياة، ولكن إصابته بالغة بعد تلقيه خمس رصاصات في بطنه، في حين أصيب الجندي الذي أوقفه بجروح طفيفة.
وأضاف أنّه “كان هناك شخص ثان يتصرّف بطريقة مريبة تم اعتقاله أيضاً، لكن حتى الآن لا يبدو أنّ هناك صلة بين هذا الشخص والهجوم”.
وطمأن كادو بأنّ جميع السياح والمواطنين الذين كانوا داخل المتحف، وعددهم 200 شخص، هم في وضع آمن، بعد أن تم توقيف المهاجم. ونبّه إلى أنّ الوضع في فرنسا يستدعي الحذر، قائلاً إنّ “التهديدات الإرهابية لا تزال جدية”.
وتعليقاً على الحادثة، لم ينتظر رئيس الحكومة الفرنسية برنار كازنوف، اعترافات المهاجم ولا نتائج التحقيقات ولا حتى تبنّي العملية من قبل جهة ما، ومع أنّه لم يتحدّث صراحة، عن عملية إرهابية، فضّل، في نحو من الحذر، الحديث عن طابع إرهابي للاعتداء، أي “محاولة اعتداء إرهابي على ما يبدو”.
وتحدثت عمدة باريس، آن هيدالغو، عن المهاجم باعتباره “شخصاً خطيراً”، مشيرة إلى وضع التحقيقات تحت إشراف الإدارة العامة للأمن الداخلي، والقسم المكلف بمكافحة الإرهاب، لبحث أي “بعد إرهابي” للاعتداء.
ومنذ اعتداءات يناير/ كانون الثاني 2015 في فرنسا، لم تتوقف السلطات عن التحذير من المخاطر التي تحدق بالبلاد، لا سيما في ظل انخراط باريس في “الحرب ضد الإرهاب”، من مالي إلى العراق وسورية.
ولعل الشأن الأمني، هو الوحيد الذي يحظى بإجماع فرنسي نادر، وهو ما جعل أيضاً، مرشحي الرئاسة من كل الاتجاهات السياسية، يتماهون مع الصرامة الرسمية التي لا يتوقف الرئيس، فرانسوا هولاند، عن التعبير عنها.
كما أنّ السلطات تكشف في كل مناسبة عن تفكيك شبكات “إرهابية” وإفشال اعتداءات، وهو ما يمنح شرعية لحالة الطوارئ المستمرة منذ سنتين، والمرشحة للاستمرار، مع تواصل التهديدات.
وفي هذا السياق المقلق الذي تعيشه فرنسا، جاء الاعتداء، اليوم الجمعة، على متحف اللوفر، مانحاً السلطات الفرنسية أسباباً لمصداقية تحذيراتها حول خطورة ما جرى، فالمنطقة التي اختارها المهاجم هي منطقة سياحية بامتياز، تتدفق عليها حشود ضخمة من السياح، ولا تبعد عنها محلات تجارية يرتادها كثيرون، في موسم التخفيضات، في وقت تشهد فيه السياحة في البلاد، عصب الاقتصاد، فترة ركود غير مسبوق.
العربي الجديد