ذهب “إسماعيل قبلان” الكاتب والإعلامي التركي، في مقالة نشرتها صحيفة “تركيا” إلى أنّ بشار الأسد راحل لا محالة، وأنّ نهاية المطاف بالنسبة إلى النظام باتت قريبة كما لم تكن من قبل.
ولفت قبلان إلى أنّ الأسد بقي على رأس النظام 9 سنوات كاملة، مارس خلالها كل أنواع الجرائم الوحشية، وأغرق البلاد بالدم، على الرغم من توقع الكثيرين في البدايات بأنّ عمر النظام لن يكون طويلا، مؤكدا أنّ كافة الدلائل على الأرض تشير إلى أنّ النظام اقترب من النهاية كما لم يقترب من قبل.
وأضاف الكاتب: “هذه المرة الأسد راحل فعليا، لولا المشاكل الداخلية وكذلك الدعم الخارجي له، ولولا صمت المجتمع الدولي أمام الجرائم التي ارتكبها، لما تمكن الأسد من البقاء على رأس النظام حتى يومنا هذا، ولكن كل الجدران -الداخلية والخارجية- والتي كان يستند إليها النظام من أجل الحفاظ على بقائه، بدأت بالانهيار واحدا تلو الآخر”.
ما هي الأسباب؟
وعزا الكاتب الأسباب الداخلية التي تشير إلى قرب مصير الأسد، إلى الخلافات العائلية التي حصلت مؤخرا بين الأسد وابن خاله مخلوف، وكذلك بينه وبين أبناء عمه رفعت، بل وحتى بينه وبين زوجته أسماء.وشبّه قبلان علاقة الأسد مؤخرا مع زوجته أسماء بعلاقة الرئيس التونسي السابق زين العابدين بن علي مع زوجته في آخر أيامه، حينما طالبت الأخيرة -التي تم استهدافها من قبل المتظاهرين بشكل مباشر على إثر ارتباط اسمها بفساد مالي- زوجها بأن يركب معها الطائرة ويرحل، بعد أن كان قد قرر زين العابدين بداية ترحيل زوجته وابنه فقط، ومن ثم اللحاق بهما، ولكنه وفي اللحظة الأخيرة ركب الطائرة مغادرا مع عائلته.
وأضاف بأنّ وضع “أسماء” ليس مختلفا عن وضع زوجة زين العابدين، التي ارتبط اسمها بالفساد المالي أيضا، قائلا: “إن الخلافات التي عاشتها زوجة الرئيس التونسي السابق كانت بسبب مشاكل مالية، والأمر ذاته ينطبق على أسماء زوجة بشار الأسد”.
ولفت إلى أنّ الخلافات العائلية باتت تكبر أكثر من أي وقت مضى، مؤكدا على أنّ ريبال رفعت الأسد، بدأ يقود حملة دعائية ضد ابن عمه بشار في العديد من دول أوروبا وخصوصا في إسبانيا.
وأردف الكاتب بأنّ خلاف الأسد مع ابن خاله مخلوف، أحدث شرخا بين الطائفة العلوية الواحدة في سوريا، وقسمها إلى مجموعتين، وخصوصا أنّ “مخلوف” استمال إليه سابقا شريحة من العلويين، من خلال إغرائهم بالمساعدات التي كان يقدمها لهم، مضيفا بأنّ الأسد لن يتمكن بعد الخلاف الأخير من الاستفادة من خزينة مخلوف، التي كان يعتمد عليها كلما ضاقت به الدنيا أمام التحصيلات المالية التي كانت تقوم بها روسيا.
وعن الأسباب الخارجية، نوّه قبلان إلى تغيّر السياسة الروسية حيال الأسد بشكل علني في الآونة الأخير، متابعا في الإطار نفسه: “بدا واضحا أن روسيا بدأت تتخلى شيئا فشيئا عن فرعون سوريا، وبدأت كل من روسيا وأمريكا -المنشغلتان بفيروس كورونا حاليا- بالبحث عن صيغة اتفاق مشتركة حول سوريا، وخصوصا فيما يتعلق بنظرة كل منهما إلى التنظيمات الإرهابية مثل بي كي كي وبي واي دي”.
وأشار الكاتب إلى أنّ المرحلة القادمة هي التي ستجعل سياسة روسيا فيما يخص الأسد جلية أكثر، موضحا بأنّ روسيا التي تعاني من مشاكل اقتصادية لن تتحمل عبئا اقتصاديا إضافيا.
وفي وقت سابق أفاد “محي الدين أتامان” أستاذ العلوم الاجتماعية في جامعة أنقرة، ومسؤول السياسة الخارجية في مركز الدراسات السياسية والاقتصادية والاجتماعية “سيتا، بأنّ النظام بدأ يعيش في مأزق كبير، وخصوصا بعد وصول الخلافات إلى داخل العائلة الواحدة -في إشارة منه إلى الخلاف الأخير بين أسد ومخلوف- مؤكدا على أنّ هذا الأمر سيتيح الفرصة أمام بعض المتربصين بسوريا، من أجل الانخراط في الساحة السورية، وبالتالي إقصاء بعض الدول الأخرى الفاعلة.
وأكد أتمان على أنّ السبب وراء الهدوء النسبي الذي تشهده سوريا حاليا، هو انشغال كلّ من روسيا والولايات المتحدة الأمريكية بفيروس كورونا، مؤكدا على أنّ سوريا ستشهد خلطا جديدا للأوراق بعيد الانتهاء من أزمة كورونا”.