خمس سنوات من تدمير للبنية التحتية من قبل النظام السوري، وتدمير للممتلكات الخاصة والمرافق العامة، ومؤتمرات كثيرة حول إعادة الإعمار من قبل مؤسسات تابعة للنظام أو من قبل منظمات عالمية ودول أوربية ، وإحصائيات منها ما هو دقيق ومنها أبعد ما يكون عن الحقيقة على الواقع السوري.
آخر ما صدر حول إعادة الإعمار في سوريا، تعهد بريطانيا على لسان وزير خارجيتها يوم الخميس الماضي “فيليب هاموند ” بالقول :”إن بريطانيا ستدفع مليار جنية استرليني، أي ما يقارب المليار وأربعمئة مليون دولار أمريكي للإسهام في إعادة إعمار سوريا، وذلك بعد رحيل الأسد ” وأضاف في مؤتمر عقده مع نظيرة التركي :”إن بلاده ستواصل دعم الجهود لإيجاد حل سوري، وأنها مع تركيا ستعمل على تحسين الوضع الإنساني في سوريا “.
إحصائية للأمم المتحدة حول الدمار الحاصل في سوريا كانت في نهاية عام 2014م، ولم تصدر بعدها أي من تلك الإحصائيات ،وذلك لصعوبة الوصول إلى كثير من المناطق المحررة بسبب القصف المستمر أو الحصار المفروض عليها، مما يؤدي لعدم معرفة حجم الأضرار في تلك المناطق، فقد كشفت تلك الدراسة التي قامت بها منظمة “الإسكوا” أن ما يقرب من مليون ونصف مليون منزل تعرض للدمار في سوريا منها حوالي 400ألف منزل تعرض للدمار الكامل، و300ألف تقريبا تعرض لدمار الجزئي، وأن التقديرات حول المبالغ كبيرة جداً
في حين أكدت منظمة ” الاسكوا” أن محافظة حلب تأتي في صداره المحافظة الأكثر دماراً، فقدرت حوالي 450 ألف منزل مدمر كليا، تليها ريف دمشق التي أكدت أن حوالي نصف منازلها مدمرة، وتحتل حمص المرتبة الثالثة بدمار 200ألف منزل، أما في المرتبة الرابعة محافظة إدلب بحوالي 156ألف منزل “لكن الدراسة كانت قبل سيطرة جيش الفتح على محافظة إدلب ، في حين أن المحافظة العام الماضي تعرضت لحملة قصف مركزة من الطيران السوري والطيران الروسي، ولا توجد إحصائيات دقيقة حول حجم الدمار الحاصل في المدينة”، درعا قدرت المنظمة حجم الدمار بحوالي 150 ألف منزل ، ودير الزور التي فقدت حوالي 82ألف منزل، حماة هي محافظة السابعة من حيث الدمار لمنازلها حيث وثقت حوالي 78ألف منزل، لتحتل القنيطرة المرتبة الأخيرة ب900منزل تعرض لدمار .
عام 2015 كان حافل بمؤتمرات إعادة الإعمار في مناطق النظام، ففي 19 أيلول من العام الماضي أقيم في دمشق معرض “إعادة الإعمار” شارك فيه 60 شركة دولية وبحضور ممثلين عن حكومة النظام وسياسيين واقتصاديين حسب ما ذكرت مصادر إعلامية موالية للنظام السوري، وقدم المعرض كثير من العروض والمناقصات للبدء بمثل هذه المشاريع، ليقام بعد أشهر قليلة مؤتمر مماثل في بيروت بحضور رجال أعمال من سوريا ولبنان وبعض الدول الغربية، إلا أن هذا المؤتمرات لم تحقق حتى هذه اللحظة أي من البنود التي تم الاتفاق عليها.
يؤكد الخبير الاقتصادي “سمير معقد ” لصفحة المدن :”إن أي حديث عن إعادة الإعمار هو ضرب من الخيال، فقبل الحديث عن مثل تلك المشاريع يجب وقف الحرب في سوريا، ومحاولة استقرار الليرة السورية، وإعادة تفعيل مصانع الاسمنت والحديد، فجميع الإحصائيات التي صدرت من المنظمات العالمية أو حتى التي اعترف بها النظام لا تمثل الواقع
“وأضاف :”الواقع مخيف جداً في سوريا ، فحتى المنازل التي لم تتعرض للقصف هي معرضه للانهيار بسبب تعرضها للقصف القريب “.
إعادة الإعمار حلم كل سوري في الداخل والخارج، فجميع السوريين يؤكدون دائماً أنهم على استعداد لبناء سوريا من جديد بمجرد وقف الحرب فيها وزوال الظلم وآلو التدمير التي يستخدمها النظام وحلفاؤه للفتك بسوريا أرضاً وشعباً.
المركز الصحفي السوري – أماني العلي