هدمت السلطات الإسرائيلية، الثلاثاء، قرية العراقيب العربية في منطقة النقب (جنوب) للمرة الـ116 على التوالي، منذ العام 2010.
ونقلت وكالة “الأناضول” عن عزيز الطوري، عضو “اللجنة المحلية للدفاع عن العراقيب”، قوله: “وصلت القوات الإسرائيلية في ساعات الصباح، وهدمت القرية وتركت سكانها، بمن فيهم النساء والأطفال، في العراء”، مضيفاً: “تركونا تحت أشعة الشمس الحارقة (..)، يريدون تهجيرنا والاستيلاء على أرضنا”.
واستدرك الطوري قائلاً: “بحمد الله فإننا، وبمساعدة متطوعين والنساء والأطفال، شرعنا بإعادة بناء القرية من جديد”.
– ما هي العراقيب.. وأين تقع؟
العراقيب هي قرية فلسطينية تقع في بادية صحراء النقب داخل أراضي 48، وتتعرض باستمرار للهدم على أيدي قوات الاحتلال الإسرائيلي. أصبحت رمزاً لمعركة إرادات يخوضها فلسطينيو الداخل من أجل البقاء، والحفاظ على الأرض والهوية من سياسات التهويد.
ومنازل العراقيب مبنية من الخشب والبلاستيك والصفيح، وتقطنها 22 عائلة. وتعرضت أول مرة للهدم الكامل بالجرافات الإسرائيلية، وشُرد أهلها يوم 27 يوليو 2010 بحجة “البناء دون ترخيص”. ومنذ ذلك الحين تعود لهدمها في كل مرة يقوم السكان بإعادة بنائها. كما تطالب سلطات الاحتلال سكان القرية بدفع غرامة بقيمة ملايين الدولارات؛ أجرة الآليات التي هدمت القرية والقوات التي شاركت في الهدم.
وكانت المرة الأخيرة التي هدمت فيها القرية في الخامس من تموز الماضي. ولا تعترف حكومة دولة الاحتلال بقرية العراقيب، ولكن سكانها، وعددهم بالعشرات، يصرون على البقاء على أرضهم رغم الهدم المتكرر لها.
منظمة “ذاكرات”، التي تضم نشطاء إسرائيليين (يهوداً وعرباً) وتؤرخ للنكبة الفلسطينية عام 1948، قالت في تقرير سابق، إن قرية العراقيب أقيمت للمرة الأولى في فترة الحكم العثماني على أراضٍ اشتراها السكان.
وأكدت المنظمة أن سلطات الاحتلال تعمل على طرد سكانها منذ عام 1951، بهدف السيطرة على أراضيهم. وأشارت إلى أن السلطات الإسرائيلية لا تعترف بعشرات القرى في منطقة النقب، ومن ضمنها العراقيب، وترفض تقديم أي خدمات لها.
ويقول سكان العراقيب إن تهجير الاحتلال الأول لهم كان عام 1953، ثم تكثفت حملات التهجير الجزئي بعد نكسة 1967 بحجة أن المنطقة تابعة “للصندوق القومي اليهودي” (كيرين كاييمت)، وأحياناً بذريعة ضبط عمليات البناء بشكل ممنهج، إضافة إلى الدواعي الأمنية والعسكرية؛ حيث يقع مفاعل ديمونا النووي في منطقة النقب.
وظل أهالي العراقيب متمسكين بقريتهم، ويرفضون مشاريع الاحتلال الإسرائيلي لتجميع البدو، التي يرون فيها خطة للاستيلاء على أراضيهم، ويعيدون، بمساعدة من متطوعين، تشييد الأبنية المكونة من ألواح الصفيح بعد كل هدم ينفذه الاحتلال. وتنظم “لجنة الدفاع عن العراقيب” مظاهرة أسبوعية عصر كل يوم أحد؛ احتجاجاً على هدم بيوت القرية.
وتساعدهم في ذلك الموقف “لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية” التابعة لفلسطينيي عام 48، التي تكفلت بإعادة بناء البيوت التي تهدم في القرية كل مرة، باعتبار أن العراقيب أصبحت عنواناً للدفاع عن الحقوق الفلسطينية، وتمثل خط مواجهة ساخناً بين فلسطينيي الداخل ودولة الاحتلال الإسرائيلي في قضية التوطن في النقب.
يعتمد اقتصاد قرية العراقيب على رعي الماشية والزراعة، خاصة أشجار الزيتون، التي اقتلعت جرافات الاحتلال الإسرائيلي عشرات الآلاف منها في عمليات الهدم المتكررة.
الخليج اونلاين