قالت دراسة إسرائيلية صادرة عن معهد أبحاث الأمن القومي التابع لجامعة تل أبيب إن “إسرائيل سوف تتأثر من الاتجاهات التي تأخذها العلاقات بين الولايات المتحدة وروسيا في الفترة القادمة، لأن إلغاء اللقاء المخطط بين دونالد ترمب وفلاديمير بوتين على هامش قمة العشرين في الأرجنتين يشير لمستوى التراجع والتدهور الذي يحيط بعلاقاتهما”.
وأضافت الدراسة التي صدرت قبل ساعات، وترجمتها “عربي21” أنه “في ظل تضاؤل الآمال بقدرة واشنطن وموسكو على العثور على حلول قريبة لخلافاتهما القائمة، فإن ذلك يجعل إسرائيل متأهبة لأي تطور أو توتر في علاقات القوتين العظميين، مما قد يترك آثاره السلبية على هامش المناورة التي تخدم مصالحها الإستراتيجية، لاسيما في ضوء التمدد الإيراني الحاصل في سوريا”.
الدراسة التي أعدها تسفي ماغين السفير الإسرائيلي السابق في موسكو، والجنرال ألداد شابيت المسؤول السابق بشعبة الأبحاث في جهاز الاستخبارات العسكرية “أمان”، وفيرا ميخلين شافير الباحثة المتخصصة في الشؤون الروسية، قالت إنه “رغم عدم تحقق لقاء بوتين-ترمب، فقد ظهر تغير إيجابي من موسكو نحو تل أبيب عبر رد الفعل الإيجابي تجاه عملية درع الشمال ضد أنفاق حزب الله،وحديث روسيا عن حق إسرائيل بالدفاع عن نفسها، ومنع أي تسلل لأراضيها، كما أجرى بوتين مع بنيامين نتنياهو محادثة هاتفية اتفقا فيها على لقاء قريب”.
وأشارت الدراسة أن “مصدر السلوك الروسي الإيجابي تجاه تل أبيب، أنها قد تكون غير معنية بنشوب أزمة سياسية مزدوجة مع الولايات المتحدة وإسرائيل في الوقت ذاته، ولذلك فليس من مانع إنه في ذروة التوتر بين القوتين العالميتين أن ينشأ حوار بين موسكو وتل أبيب”.
وأوضح الباحثون الإسرائيليون أنه “في ظل الرفض الغربي لإجراء حوار جوهري مع موسكو، فإن الأخيرة تحاول تفعيل المزيد من أدوات الضغط المختلفة، بما في ذلك افتعال أزمات إقليمية ودولية، لكنها لم تنجح حتى الآن بتحقيق النتائج المرجوة”.
وسردت الدراسة بعض مؤشرات الغضب الروسي، ومنها أنه “رغم الانجازات الروسية في سوريا، فإن موسكو ما زالت عالقة في المستنقع السوري، لأنها لم تنجح حتى الآن في ترجمة تدخلها العسكري لحوار سياسي مع الغرب، كما افتعلت روسيا أزمة مع إسرائيل عقب إسقاط طائرتها في الأجواء السورية في سبتمبر من الدفاعات السوريةـ في حين اتهمت موسكو تل أبيب”.
وأكدت أن “هذه الأزمة لم تغير قواعد اللعبة من قبل إسرائيل من جهة استمرار عملها في سوريا، ولم تشكل أداة ضغط على الولايات المتحدة لتجديد حوارها مع روسيا”.
وأضافت أنه “في لقاء باريس الأخير بمناسبة مرور مائة عام على نهاية الحرب العالمية الأولى طرحت روسيا على الولايات المتحدة مقترحا بسحب القوات الإيرانية من سوريا مقابل تخفيف العقوبات على إيران، وهو ما طرحه بوتين على نتنياهو خلال لقائهما القصير دون أن يسفر عن اتفاق بشأنها”.
أكثر من ذلك، تقول الدراسة إن “روسيا ذهبت للتدخل في الملف الفلسطيني-الإسرائيلي حين أعلنت عن رغبتها بالتوسط بين الجانبين، بل دعت زعيم حماس إسماعيل هنية لزيارتها، وهي إشارة روسية لعدم ترك الساحة السياسية للوصاية الأمريكية فقط، لكن كل ذلك لم يسفر عن تحقيق تطلعات موسكو، مما جعلها تشعر بخيبة أمل كبيرة، يجعلها تواجه تحديات تتطلب منها ردودا واضحة، وإلا فستجد نفسها محشورة في زاوية مغلقة”.
وختمت الدراسة باستقراء جملة من الردود الروسية المتوقعة، ومنها “افتعال أزمة سياسية على مستوى العالم، سواء بشرق أوروبا أو الشرق الأوسط، وربما في أفريقيا، للضغط على الولايات المتحدة للدخول في حوار معها لحل المشاكل المقلقة لروسيا، أو القيام بإدارة دبلوماسية هادئة تتضمن تقديم تنازلات معينة للولايات المتحدة لتعميق لحوار الثنائي، أو الدمج بين أدوات الضغط كما هو الحال في سوريا وأوكرانيا، وإدارة حوار هادئ”.
عربي 21