المركز الصحفي السوري _ علي الحاج أحمد
إن ما تعيشه البلاد منذ أربع سنوات من حرب ونزوح ودمار، قد حملت نتائج كارثية على مختلف قطاعات الاقتصادية، ولم يسلم من نارها قطاع الصناعات النسيجية الذي مني بخسائر كبيرة، فالإحصاءات تشير إلى دمار أكثر من 355 منشأة نسيجية خاصة، غير مقدرة الكلفة بشكل دقيق بعد، في حين وصلت خسائر القطاع العام النسيجي إلى أكثر 19مليار ليرة سورية، والخسائر مرشحة للارتفاع في ظل استمرار الحرب، الأمر الذي يعني أن كل المؤشرات تنذر بارتفاعات جديدة في أسعار الملابس التي أصبح شراؤها همًا جديدًا يعقد حياة السوريين.
ومع ارتفاع الدولار بشكل كبير أدى إلى ارتفاع شديد بأسعار الألبسة الشتوية إلى حد لا يتحمله المواطن السوري خصوصاً فيما تعانية البلاد من أزمات اقتصادية وسياسة وأمنية وغيرها، حيث شهدت أسواق الألبسة، حالة مرعبة تعد الأولى من نوعها.
“سلطان” أحد التجار بسوق الألبسة، ارجع هذا الإرتفاع المخيف إلى توقف العديد من المعامل عن الانتاج بسبب الأوضاع الأمنية السيئة وغلاء المواد الأولية والخيط إضافة إلى صعوبة وصول بعض المواد الأولية من الخارج بعد توقف الاستيراد والعقوبات الاقتصادية، وبسبب انقطاع الطرقات والسطو على حمولات الألبسة بين المحافظات وخاصة بين حلب ودمشق، والعامل الأكبر ارتفاع الدولار الذي وصل إلى أكثر من 210 ليرة سورية مؤخراً.”
ومع دمار أكثر من 90% من المنشآت النسيجية في مدينة حلب، حيث كانت البضائع الحلبية تغزو الأسواق وبأسعار مناسبة وذات جودة عالية، أصبحت الألبسة التركية تغزو الأسواق السورية بأسعار مرتفعة جداً، وجودة أقل.
حيث المدخول الشهري للمواطن السوري لا يعادل سعر قطعتين من تلك الألبسة المعروضة للمشاهدة فقط, لأن قلة قليلة من السوريين ظلّ بإمكانهم أن يشتروا تلك الألبسة, وهم لا يتجاوزون نسبة 2% من الشعب السوري بأكمله, فهل من المنطقي أن ندخل إلى متجر بيع ألبسة في دمشق ونفاجئ بأن سعره هو 12000 ليرة سورية, أو القمصان القطنية التي كانت تباع ب800 ليرة ويعتبر سعراً مرتفعاً, باتت اليوم تُعرض ب3500 ليرة بإحدى المناطق, وهذا مثال بسيط على هذه الأسعار, فهل حقاً سيستمر المواطن السوري بالذهول بكل الجنون الاقتصادي الذي يحاصره بكل أنحاء سورية.
“أم عامر” تقول مع انخفاض درجات الحرارة واشتداد البرد، إرتفعت أسعار الألبسة إل ضعف ما كانت عليه، لذى توجهنا إلى البسطات ومحال البالة مجبرين لا مخيرين، أمام برودة الشتاء ونقص السيولة المادية، وتردي الأوضاع الاقتصادية، وقد أضافت: لديّ سبعة أطفال ذهبت إلى محلات البالة والبسطات، وقد إشتريت بعض الألبسة الشتوية من البالة، القديمة ومع ذالك دفعت 8500 ليرة سورية ثمن تلك الألبسة، وهذا المبلغ كان يشتري لنا الألبسة طيلة العام.
بينما اشارت “أم رائد” الى ان البالات تظل مشكوك بها، فمن غير المعقول ان يتم فحصها صحيا بدقة كونها تشحن على شكل حزم ضخمة، وتضيف “شاهدتهم بنفسي وهم يفتحونها ويتضح تماما انه لم يتم فتحها او تفتيشها، وانا فيما يخصني كنت اقبل على شراء الملابس من البالات لكن في احدى المرات وجدت بقع دم على احد الملابس مما جعلني ابتعد تماما عنها فقد يكون صاحبها مصابا بمرض معدي، وربما تتسبب بامراض جلدية، ولا أملك المال الكافي لكسوة أولادي لذلك قمت بترمييم الملابس القديمة وترقيعها وإعاة لبسها من جديد.
بينما يؤكد اصحاب البالات بأن الملابس المستوردة في البالات تتعرض للفحص وهي معقمة، كما ان معظم الناس يقومون بغسلها قبل استعمالها. فما من خيار آخر أمام السوريين.