لطالما كانت مواقع التواصل الوسيلة الأكثر انتشاراً بين الأشخاص، وتساهم المنصات الاجتماعية في نشر حقائق وأحداث تجعل الأفراد على اطلاع تام عما يدور على الكرة الأرضية، عداك عن التواصل الاجتماعي بين مختلف الفئات، حيث أصبحت الشبكات الاجتماعية الهاجس المسيطر على الشباب، ليست فقط اجتماعياً ونفسياً بل جسدياً.
مما أدى لظهور الإدمان على مواقع التواصل حيث أثبتت الدراسات على أن هناك أكثر من 4 مليون شخص يعانون من الإدمان على مواقع التواصل الاجتماعي في العالم، وبات مرض الإدمان على الانترنت مصطلحاً طبياً معترفاً به في علوم الطب النفسية.
“أبو رافع” من مدينة إدلب كشف لنا في حديثنا المطول معه عن إدمانه على “الفيس بوك” قائلاً “دائماً أنا في البيانات المتصلة.. أمضي الساعات الطوال على الانترنت وكأنني أعيش حياة افتراضية جديدة بدل الحياة الاجتماعية الحقيقية مما دفع زوجتي للأسف لتجاهلي وترك المنزل الذي نعيش فيه”.
بالطبع المدمن ينعزل عن مجتمعه وقد يعاني الاكتئاب والخمول وقلة النوم وسوء التغذية مما دفع العديد من البلدان لافتتاح عيادات للعلاج من إدمان الانترنت ومنصات التواصل الاجتماعي تقدم خدماتها لمن يعانون من هذا المرض، لا سيما المراهقين والشباب وتجمع مختصين نفسانيين ومساعدين اجتماعيين بل وأطباء للأمراض العقلية.
أما عن أشكال الإدمان وأنواعه أنماط مختلفة من الإدمان السلوكي وتم تحديد هذا من قبل علماء النفس وهو ما يشبه إلى حد كبير الإدمان على “القمار”.
هل مجرد قضاء أوقات طويلة على الانترنت يعني أن الشخص أصبح مدمناً؟
سؤال بدا الجواب عليه ضرورياَ، حيث أن المشكل السلوكي لا يتصل بعدد الأجهزة اللوحية والأجهزة الذكية وعندما تبدأ النتائج السلبية تظهر فهنا يمكن التحدث عن الإدمان، فالوقت مع الجهاز في حد ذاته لا يشكل الإدمان وخصوصاَ إذا كان هناك توازن خلال حياة الانسان والقيام بحياته الاجتماعية مع العائلة وقضاء الوقت مع العالم الحقيقي.
نصائح عديدة أطلقتها ألسنة المختصين للتقليل من أوقات التصفح لمنصات التواصل الاجتماعي، فساعات وراء الهاتف أو الحاسوب ستكون على حساب العائلة والصحة وكانت نصائحهم تلّح على ممارسة الرياضة والاهتمام بهوايات بعيدة عن الانترنت جزء من الوقاية من فخ الإدمان، فعند الوقوع فيه سيكون الإقلاع عن التغريد والتدوين أصعب من الإقلاع عن السجائر.
تابع أبو رافع حديثه معنا وهو يهز رأسه متحسراً “يجب التحلي بالشجاعة ليقوم الشخص بحذف حساباته والتذكر أن أفضل شيء هو التغلب على الإدمان، يمكن التفكير بالأمور المهمة والمفيدة وأنشطة تساعده للتخلص من هذا الفخ”.
المركز الصحفي السوري – بيان الأحمد