تتشابه بعض البذور النباتية مع شوائبها ولا تستطيع “الغربلة” التقليدية التخلص من البذور الدخيلة، فكانت تباع تلك الحبوب بأسعار زهيدة كحال حبة البركة مع بذور “اللبون” فبذرة “اللبون” وهو نبات عشبي تشابه إلى حد بعيد بذرة حبة البركة في اللون والحجم والوزن وهذا ما كان يسبب عوائق كبيرة في تصديرها.
أجهزة “السارتيكس” العالمية
هي أجهزة تعتمد تقنيات الضوء والهواء ووزن الحبة الواحدة لفرز كل نوع من أنواع البذور.
ويقول أبو عبدو تاجر محاصيل زراعية وصاحب “سارتيكس” هذه الأجهزة هي آخر ما توصل له علم هندسة الآلة الزراعية في العالم في الغربلة التقليدية اليدوية أو الآلية لا يمكن أن تحصل على حبوب “زيرو” ذات ال”جرام” الصفر أي حبة بركة خالصة لا يشوبها أي بذور أو أتربة، ولكن هذا الجهاز يعطيك نسبة 100٪ من ذات النوع.
ويعتمد الجهاز على تزييت حبة البركة بزيت دوار الشمس العادي قبل مرورها في غرفة الضوء التي تفرز حسب شدة اللون واللمعان.
الأجهزة في الشمال السوري
عانى السوريون في نظام حكم الأسد التضييق والاحتكار في كل مجالات التجارة والصناعة، ولكن الحاج أبو محمد وهو صاحب جهاز سارتيكس وتاجر بذور وحبوب زراعية فيقول وصلت أربعة أجهزة إلى الشمال السوري تم استيرادها من بلد المنشأ الأوربي بكل سلاسة، وهذه الأجهزة هي العامل الرئيسي في إمكانية التصدير خارج البلد.
التصدير
يكمل أبو محمد بالقول نستطيع تصدير المنتج الزراعي إلى دول الخليج و أوربا ومصر، عبر مصدرين في الداخل، ولكن سوق الخليج هو الأكثر رواجا بين التجار، والمنتج الزراعي السوري له مواصفاته المطلوبة في أسواق العالم.
العقبات
وأضاف التاجر أبو عبدو أن الأجهزة يمكن صيانتها بخبرات محلية، أما القطع الإلكترونية فيمكن استيرادها من الخارج، والعقبات التي نواجهها تتعلق بالكهرباء وغلائها وغلاء الوقود المازوت.
وهناك مشكلة شهادة المنشأ، فالتصدير يحتاج شهادة منشأ مصدق من دولة وهذا ما نفتقر له، مما يجعلنا نجبر على البيع بأقل من السعر الحقيقي، مما ينعكس سلبا على الفلاح في أسعار المحاصيل.
الهندسة الزراعية
يقول المهندس الزراعي مصطفى القدور إن عملية الفرز الضوئي لا تؤثر على جودة البذرة، من حيث التكاثر والانتاج، ولا تفقد أي خاصية من خواصها الطبيعية، وأنصح المزارع الاعتماد في البذار على الحبوب المفروزة والمغربلة ضوئيا، لتخفيف نسبة العشب بين المحصول الرئيسي.