لقد تعمد النظام السوري قطع الخدمات وخصوصاً الكهرباء، عن المناطق التي تخرج عن سيطرته.
ولقد عانت محافظة إدلب منذ اندلاع الثورة السورية من القطع المتكرر للتيار الكهربائي، وخاصة الريف الجنوبي للمحافظة، بسبب خروج هذا الريف عن سيطرت قوات النظام، وتحويل مستحقاته من التيار إلى المناطق التي تخضع لسيطرتهم، فكانت محطة زيزون الحرارية تغذي ريفي إدلب وحماة، لكنها تحولت إلى مغذي لمناطق سيطرت النظام فقط، فعاش الريف الإدلبي في ظلمة شديدة ثلاث سنوات.
لكن هذا القطع للتيار زاد من عزيمة أبناء الريف على إيجاد حلول بديلة للاستغناء عن التيار الذي كان يرسله النظام، حيث كان يصل تيار النظم على إدلب وريفها ساعتين، وأما في المناطق الخاضعة لسيطرت النظام لا يعرفون معنى قطع التيار إلا في حالات نادرة، فلذلك تم شراء مولدات ضخمة تعمل عن على مادة الديزل (المازوت) لتوليد التيار الكهربائي، حيث تنتج المولدة ما يقارب 500 أمبير، تقسم هذه الأمبيرات عن طريق قواطع كهربائية وتباع إلى الأهالي.
السيد يوسف يملك إحدى هذه المولدات قال: “إن جلب هذه المولدات بهدف إيجاد بديل عن الكهرباء التي قطعها النظام منذ بداية الثورة، ويباع الأمبير الواحد بـ 1500 ل.س وهو سعر مناسب قد يمكن معظم الناس من استخدام هذه المولدات”.
من جهة ثانية قال “أحمد” وهو أحد المواطنين في ريف إدلب المشتركين في هذه الأمبيرات: “أن تكلفة الاشتراك تفوق قدرة غالبية الشعب بسبب سعر الأمبير المرتفع، حيث يحتاج أي منزل بشكل وسطي إلى 2 أمبير أي 3000 ليرة سورية شهرياً، وهذا مبلغ مرتفع بالنسبة لغالبية السكان أصحاب الدخل المحدود، ويعود سبب ارتفاع أسعار الأمبيرات إلى عدم توافر مادة المازوت، وارتفاع تكاليف نقله من المناطق التي يسيطر عليها (تنظيم الدولة)”.
ولكن الاحتكاك بتركيا أدخل طريقتاً أخرى تساعد على التخلص من الظلام الذي يعاني منه غالبية السكان، حيث تم إدخال ألواح الطاقة الشمسية (الخلايا الضوئية)، التي تحول ضوء الشمس إلى طاقة كهربائية يستطيع استخدامها عن طريق تخزينها في مدخرات، واستخدامها في أوقات الحاجة، ويتم تحويل التيار عن طريق محولة كهربائية (رافع جهد) ترفع الجهد من 12 فولط مستمر إلى 220 فولط متناوب، يمكن استخدامه في تشغيل جميع الأجهزة الكهربائية المنزلية.
وتعد طريقة الألواح الشمسية من أفضل الطرق المستخدمة، لأنها تعد نظيفة ولا تصدر ضوضاء وهي تعد من أنواع الطاقة الدائمة، لأن اعتمادها على أشعة الشمس، وتكلفة هذه الألواح ليست كبيرة، حيث اعتمد معظم المواطنين على هذه الطريقة، لسهولتها وقلة تكلفتها.
إن طرق الحصول على الكهرباء المختلفة التي يستخدمها أهالي إدلب، جعلتهم ينسون كهرباء النظام التي لم تصلهم منذ بداية الثورة، وجعلتهم يعتادون على هذا الوضع الجديد.
المركز الصحفي السوري ـ أحمد الإدلبي