قال مراسل الجزيرة إن الجيش التركي قصف بالمدفعية والطائرات المسيرة عشرات المواقع للنظام السوري في ريفي إدلب وحلب خلال ليلة أمس، فيما استعادت المعارضة قرى جديدة في المنطقة، وسط دعوات فرنسية لوقف دائم للقتال.
وأضاف المراسل أن القصف التركي تركز بشكل أكبر في محيط مدينتي سراقب ومعرة النعمان، وقرى جبل الزاوية بريف إدلب، بالإضافة إلى مواقع بريف حلب الغربي.
وأكد أن استهداف مواقع النظام تزامن مع اشتباكات عنيفة خاضتها المعارضة السورية في ريف إدلب مع قوات النظام أسفرت عن تقدمها على حساب النظام، ودخولها إلى قرى القاهرة وقليدين والعنكاوي في سهل الغاب بريف حماة.
ونقل المراسل عن المعارضة أنهاقتلت عشرات الجنود ودمرت عددا من الآليات، كما تصدت لمحاولات قوات النظام التقدم في جنوب سراقب.
كما أفاد مراسل الجزيرة بأن تسعة مسلحين من حزب الله اللبناني قتلوا، وأصيب عدد آخر في معارك ريف إدلب بين قوات النظام السوري وحزب الله من جهة، وقوات المعارضة السورية مدعومة من القوات التركية من جهة أخرى.
وقد نعت مواقع إخبارية موالية للنظام عددا من ضباط النظام، قالت إنهم قتلوا في قصف تركي في ريف حلب، بينهم ضابط برتبة لواء ركن في الحرس الجمهوري، وعميدان وعقيد.
تفقد وتوتر
يأتي ذلك بينما تفقّد وزير الدفاع التركي خلوصي أكار وقادة عسكريون رفيعو المستوى القوات المتمركزة على الحدود مع سوريا.
واطلع أكار على آخر المعلومات حول سير عمليات القوات التركية في سوريا. وانتقل وزير الدفاع التركي وقادة الجيش إلى مقر القيادة التكتيكية في الجيش الثاني المسؤول عن إدارة العمليات في محافظة إدلب حيث اطّلع على معلومات عن عمليات القصف البري والجوي وأنشطة عناصر المناورة التي جرت أمس السبت.
وتشهد إدلب توترا غير مسبوق جراء تصعيد قوات النظام وداعميه واستيلائها على مدن وقرى داخل منطقة خفض التصعيد، مما أسفر عن نزوح مئات الآلاف من المدنيين نحو الحدود السورية التركية.
والخميس، أعلنت تركيا مقتل 34 جنديا إثر هجوم شنته قوات النظام السوري على مواقعها في إدلب.
تحركات ودعوات
وفي خطوة للعمل على خفض التوتر، قال بيان للرئاسة الفرنسية إن الرئيس إيمانويل ماكرون دعا نظيريه الروسي والتركي إلى ضرورة وقف إطلاق النار شمالي سوريا بشكل دائم، وفق ما التزم به الطرفان في القمة الرباعية التي عقدت في خريف عام 2018.
وأضافت الرئاسة الفرنسية أن ماكرون دعا روسيا إلى تحمل مسؤولياتها بوصفها عضوا دائما في مجلس الأمن، واحترام القانون الإنساني الدولي وحماية المدنيين.
وأبدى استعداد فرنسا للمساهمة في تخفيف التوتر من أجل البدء مجددا بعملية سياسية في المنطقة، مبينا أن بلاده ستتحرك مع الشركاء الأوروبيين من أجل تلبية احتياجات السكان المدنيين في المنطقة.
من جانب آخر، أعلن الكرملين أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بحث هاتفيا مع الرئيس الفرنسي تصاعد التوتر في إدلب.
وأضاف الكرملين أن بوتين أبلغ ماكرون أن كل جوانب التسوية في سوريا ستُـبحث بشكل جوهري خلال لقائه أردوغان في موسكو خلال الأيام المقبلة.
من جهة أخرى نقل مراسل الجزيرة عن مصادر دبلوماسية في الرئاسة التركية، أن أردوغان بحث مع الرئيس الفرنسي خلال الاتصال الأزمة السورية، ومسألة اللاجئين.
علاقات ومواقف
وذكر بيان صادر عن دائرة الاتصال بالرئاسة التركية أن أردوغان وماكرون تناولا العلاقات الثنائية وقضايا إقليمية واللاجئين خلال اتصال هاتفي بينهما.
وأكد أردوغان لماكرون أن عناصر النظام السوري دفعت ثمنا باهظا لهجومها الدنيء على القوات التركية في إدلب.
وشدد على ضرورة اتخاذ خطوات ملموسة بشأن التضامن بين الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي (ناتو).
كما شدد على أنه إذا لم تتوقف هجمات النظام في سوريا ستتعمق الأزمة الإنسانية في إدلب، وأضاف أن ضغط اللاجئين على حدودنا مع سوريا يزيد من ضغط المهاجرين على حدودنا مع أوروبا.
من جانب آخر، قالت الرئاسة الإيرانية إن الرئيس التركي أردوغان أكد لنظيره الإيراني حسن روحاني في اتصال هاتفي أن الحل السياسي هو السبيل لإنهاء الأزمة السورية.
وأضافت أن روحاني اقترح على أردوغان عقد لقاء ثلاثي يجمع مسؤولين من إيران وتركيا وسوريا بشأن إدلب، وأبدى استعداد طهران لاستضافته.
كما أكد روحاني أن التمسك بوحدة الأراضي السورية ومحاربة الإرهاب يمكنهما تحييد الخلافات.
وقد أعلن الكرملين أن الرئيس بوتين بحث في اتصال هاتفي الأوضاع في إدلب مع الرئيس الإيراني روحاني
نقلا عن الجزيرة