تحقيق أهداف النمو الاقتصادي في أي بلد نام، لا يتم فقط عن طريق الإمكانات الرأسمالية من خلال التوسع بالإنتاج وزيادة عدد المصانع والآلات وتنوعها وجلب فنيين، لكن يجب رفع مستوى الكفاية الإنتاجية بوساطة الاستثمار الجيد لعوامل الإنتاج المتوفرة.
إن تحسين الإنتاج ورفع مستوى الإنتاجية لا يكون بالآلات الحديثة والتسهيلات المالية بل بوساطة الأداء الكفء للعمل من قبل يد عاملة تم اختيارها وتدريبها جيدا وإعداد ظروف وبيئة عمل مناسبة ترغبها في بذل قصارى جهدها وإمكانيات في سبيل تحقيق الأهداف المنشودة ومن هنا تأتي أهمية إدارة الموارد البشرية، حيث تسعى للحصول على الأفراد اللازمين للعمل في المنشأة من حيث العدد والنوعية التي تخدم أغراضها، وترغيبهم في البقاء بخدمتها، وجعلهم يبذلون أكبر قدر ممكن من طاقتهم وجهودهم لإنجاح وتحقيق أهدافها.
فمحور دعم الموارد البشرية العنصر البشري في المنشأة وكل ما يتعلق به من أمور, ويتم ذلك من خلال تحديد احتياجات المنشأة من العمالة اللازمة لمختلف الأنشطة والوظائف من حيث الكم ونوعية الاختصاص، وبعد توفير الاحتياجات من العمالة يأتي دور تنميتها وتطويرها ووضع هيكل ونظام للأجور يتم بشكل عادل حسب الاختصاص والأقدمية، وتوفير البيئة المناسبة للعمل من حيث المناخ الصالح للعمل حسب طبيعته، ودراسة المشاكل التي يواجهها العاملون أثناء أدائهم للعمل وترغيب العمال بالعمل، وتحقيق التكامل أيضا بين مصالح وأهداف الأفراد وأهداف ومصالح المنشأة.
وستحقق إدارة الموارد البشرية هدفها في خفض تكلفة العمل من خلال تخفيض معدل دورانه والغياب عنه وبالتالي تحقيق أهداف المنشأة وضمان استمرارية نشاطها .
فيما تعتبر وظيفة إدارة الموارد البشرية وظيفة شاملة تشمل كافة العاملين على اختلاف المستويات الإدارية دون استثناء فئة، فكل فرد مهما قل شأنه ووظيفته فله دور يقوم به، ويؤثر من خلاله في مستوى كفاءة المنشأة ككل.
فنشاط الإدارة يسري على العاملين بمختلف مجالات النشاط في المنشأة من إنتاج وتسويق وتمويل, وغيرها بحيث يتحقق التعادل والتوافق بين مستويات الكفاءة في كافة المستويات التنظيمية في المنشأة.
إن التخطيط لإدارة الموارد البشرية يتم من خلال التخطيط للموارد البشرية وتخطيط عملية الاستقطاب, وتخطيط عملية الاختيار والتعيين, وتخطيط عملية توصيف الوظائف, وتخطيط برامج التدريب وتنفيذها, وتخطيط برامج السلامة والصحة المهنية (الأمن الصناعي).
فالتخطيط للموارد البشرية من خلال وضع استراتيجية مستقبلية تتضمن القيام بعملية تنبؤ لتحديد التوقعات الخاصة باحتياجات المنشأة من اليد العاملة، ومراعاة التخطيط العام للمنظمة، ودراسة ومراعاة سوق العمل والعوامل البيئية المؤثرة فيه، وفهم حقيقة أن المنشأة يمكن أن تستغني عن الأيدي العاملة عند وجود فائض أثناء عملية التخطيط.
ويتم التخطيط أيضا لعملية الاستقطاب وذلك من خلال جذب وترغيب القوى العاملة بتحديد وتسجيل كافة المعلومات المتعلقة بها وتحديد المصادر سواء كانت خارجية أو داخلية جامعات مدارس وغيرها.. ووضع سياسة الترغيب من خلال وضع إعلانات بوسائل الإعلام والاتصال بمواقع ومصادر القوى العاملة.
أما التخطيط لعملية الاختيار والتعيين فتتم بعدة مراحل يجب أن يجتازها المتقدم بنجاح من القبول المبدئي وملء استمارة التعيين وفحص الأداء واللياقة ومقابلة الاختبار واختبارات متعددة أيضا .
الدور الذي تقوم به هذه الإدارة هام فهي تتعامل مع أهم عنصر من عناصر العملية الإنتاجية وهو الإنسان الذي يحمل روحا معنوية ومرتبط بمستوى الإنتاجية وهنا تأتي أهمية دور مدير الأفراد في المنظمة بتحمل عبء قضايا العاملين وعلى الأخص في ظل ظهور النقابات العمالية التي تطالب بحقوق العاملين وتدخل الحكومات في شؤون العاملين، ويأتي دور كافة المديرين في المنظمة من خلال التعاون مع مدير الموارد البشرية في سبيل إنجاح مهمته.
المركز الصحفي السوري- أسماء العبد