نفت مصادر في لواء “ثوار الرقة” مشاركة اللواء في عملية “غضب الفرات” التي أعلنتها “قوات سوريا الديمقراطية” مطلع الشهر الجاري، من أجل طرد تنظيم الدولة من مدينة الرقة، ووصفت المصادر هذه المعركة بأنها “معركة عزل الريف عن المدينة”، محذرة من تزايد معاناة السكان.
وأشار القائد العسكري للواء “ثوار الرقة”، الملقب بـ”أبو إسماعيل”، خلال حديث مع “عربي21“، إلى أنّ نتائج تقدّم قوات سوريا الديمقراطية التي ينتمي إليها اللواء، وتشكل الوحدات الكردية عمودها الفقري في عدد من المناطق في ريف الرقة، هي “قتل وترويع المدنيين، وتهجيرهم إلى أراض قاحلة؛ بسبب عدم تجهيز أي مأوى آمن لهم، وعدم توفير الأدوية والإسعافات الأولية”.
ونبه إلى أن غلبة “النسيج الكردي الذي لا يتقن العربية على المقاتلين، مع غياب العرب وأبناء الرقة عن الساحة، ستؤدي إلى ترويع الناس الذين سيرون أن البديل عن تنظيم الدولة هم غرباء لا يمكن العيش والتعايش معهم”، وفق قوله.
وأعلنت “قوات سوريا الديمقراطية” بدء معركة “غضب الفرات” في 6 تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري، تبعه إعلان وزارة الدفاع الأمريكية “البنتاغون” عن معركة “تحرير الرقة”. واستطاعت تلك القوات ذات الغالبية الكردية تحقيق تقدم في محيط المدينة، بمساندة من طيران التحالف الدولي. وآخر نقطة سيطرت عليها الأحد كانت منطقة “تل السمن” التي تبعد نحو 28 كيلومترا عن مركز مدينة الرقة.
وبالرغم من تأكيده على تبعية فصيله لقوات سوريا الديمقراطية، إلا أنّ القائد العسكري للواء “ثوار الرقة” نفى مشاركة فصيله في معارك السيطرة على المدينة؛ بسبب ما اعتبره إخلالا من جانب قيادة وحدات حماية الشعب الكردية، بالاتفاق مع لوائه، والقاضي بتولي اللواء قيادة معركة الرقة؛ لعدة أسباب.
ولخص أبو إسماعيل تلك الأسباب بالقول إن “أغلب مقاتلي اللواء وقياداته هم من أبناء الرقة، ويتمتعون بحاضنة شعبية كبيرة في الريف والمدينة، كذلك الخبرة العسكرية واللوجستية بمناطق الرقة وأهلها”.
وفي المقابل، تحدث أبو إسماعيل عن أسباب خروج اللواء من مدينة الرقة سابقا، بعد سيطرة تنظيم الدولة، “بالرغم من قدرته في ذاك الوقت على القضاء على التنظيم”، وقال إن السبب يعود لـ”الحفاظ على أرواح المدنيين، حيث كان بوسع ثوار الرقة القضاء على التنظيم، لكن استخدام الأخير للمدنيين كدروع بشرية عجّل بخروجنا من المدينة”، كما قال.
من جهته، رأى الناشط الإعلامي “أبو معاذ الرقاوي” أنّ قوات سوريا الديمقراطية قامت بتحييد لواء “ثوار الرقة” عن المعركة، “كون الأخير يرفض أن يكون شاهد زور على جرائم تلك القوات ذات الغالبية الكردية بحق العرب وباقي مكونات الشعب السوري”، وفق تعبيره.
واعتبر الرقاوي أنّ المدينة لن تكون بأحسن أحوالها بعد طرد تنظيم الدولة منها، معلّلا ذلك بأنّ التغيير سيكون فقط في ألوان الرايات، من “الأسود” إلى “الأصفر”، وفق قوله.
وأشار الرقاوي إلى أنّ المئات من المهجرين من بلدة تل أبيض يعيشون حالة مأساوية؛ نتيجة طردهم من منازلهم من قبل ما وصفها بـ”المليشيات الكردية”.
ونفى الرقاوي مشاركة أي قوة من الثوار العرب مع الوحدات الكردية في معركة “غضب الفرات”، منوها إلى مشاركة “لواء الصناديد” الذي يقوده حميدي دهام الجربا، وهو يتخذ من الحسكة مقرا له، ويُعتبر من أهم المليشيات الموالية للنظام السوري في شرقي سوريا. وتم تسليم الجربا سابقا مهام الإدارة الذاتية التي تم إعلانها من قبل حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي في شمال شرق سوريا.
وشهدت العلاقة بين قوات سوريا الديمقراطية ولواء ثوار الرقة تدهورا، بعد إعلان اللواء سابقا تشكيل جيش العشائر المؤلف من 10 آلاف مقاتل، حيث حاصرته في شمال الرقة، ومنعت عنه الإمدادات، إلى أنّ رضخ لأوامرها بحل جيش العشائر في كانون الثاني/ يناير الماضي. كما قامت القوات حينها بمنع عناصر اللواء من الدخول إلى مدينة “تل أبيض”، في ريف الرقة بالسلاح واللباس العسكري.
عربي21