المركز الصحفي السوري
علي الحاج أحمد 14/4/2015
مشاهدة أكياس القمامة الممتلئة والنفايات المتناثرة حولها في الشوارع والساحات العامة، أصبح مشهداً مألوفاً، في المدن والبلدات السورية، حيث تتكدس أكوام النفايات والقمامة أمام المنازل والمحلات التجارية، في مشهد يعكس تردي خدمات النظافة، وسوء العمل في المناطق المحررة، التي تقع تحت سيطرة المعارضة السورية.
لقد توقفت عملية جمع النفايات الصلبة والتخلص منها بشكل كبير في المناطق المحررة من سوريا، الواقعة تحت سيطرة المعارضة، وذلك منذ بداية الصراع وتحرير تلك المناطق، مما أدى إلى تدهور مستوى النظافة وإلى حدوث مشكلة صحية عامة، حيث تعرض القمامة المتراكمة ملايين السوريين لخطر الإصابة بالأمراض المختلفة.
العابر من الطريق الرئيسي الذي يمر من منتصف بلدة معرة حرمة الواقعة في الريف الجنوبي لمحافظة إدلب، لا بد أن تدهشه أكوام النفايات في منصف الطريق، هذا الطريق الذي يعتبر صلة الوصل بين ريف حماة الشمالي بريف إدلب الجنوبي، وإذا كانت تلك هي الحال في الطريق الرئيسي، فإن بقية شوارع القرية ليست في حال أفضل، كما حدثنا “أبو أحمد” من الحي الجنوبي لهذه البلدة، يقول: إن الآليات المسؤلة عن رفع القمامة لم أراها، في الحي منذ أكثر من أربعة أشهر.
ويضيف “أبو أحمد” نقوم بجمع القمامة في مكان واحد إلى أن تصبح هناك كومة كبيرة كالجبل، نقوم بنقلها على دفعات بسيارة خاصة إلى مجمع القمامة الموجود خارج القرية، منذ يومين شاهد “أحد الجيران” الجرار المسؤول عن رفع القمامة في الحي، فجاء يصرخ أين أنتم ياجيران لقد أتى عمال النظافة، فأسرعنا لننقل القمامة إلى الخارج ونضعها أمام المنزل، لنتفاجئ بعد قليل أن العمال قاموا بجمع القمامة فقط من أحد الشوارع بينما الشوارع الفرعية لم يقربوها.
أن “تراكم النفايات في الشوارع يشكل مواقع خصبة لنمو الآفات مثل البعوض والذباب والفئران التي يمكن أن تنقل العديد من الأمراض مثل داء الليشمانيات وتتسبب في انتشار الأوبئة وتفشيها، لاسيما في حالات النزاع والطوارئ”
وتتزامن هذه المشكلة مع انهيار عام في البنية التحتية، فضلاً عن حدوث ارتباك شديد في النظام الصحي، وإن تراكم النفايات في الشوارع يشكل مواقع خصبة لنمو الآفات مثل البعوض والذباب والفئران التي يمكن أن تنقل العديد من الأمراض مثل داء الليشمانيات وتتسبب في انتشار الأوبئة وتفشيها، لاسيما في حالات النزاع والحروب.
وقال أحد الأطباء العاملين في المركز الصحي لبلدة معرة حرمة، أن داء الليشمانيات ينتشر بشكل متزايد في البلدة وهناك أكثر من 500 إصابة بهذا المرض، ولحسن الحظ أن الأدوية متوفرة، ويتلقون العلاج اللازم في المركز الصحي للبلدة، ويصاب البشر بهذا المرض إذا تعرض للعض من قبل نوع من الذباب يسمى ذبابة الرمل بعد تكاثره في النفايات، إلا أنه ظهر مؤخراً بعض الأمراض المعدية مثل التيفويد والتهاب الكبدي الفيروسي والكوليرا والدوسنتاريا، وكمية النفايات المتعفنة في الأحياء السكنية تفاقم الوضع الصحي الحرج أصلاً.
مَن يتحمّل مسؤولية الوصول إلى هذه النتيجة المأساوية؟
أجاب عن هذا السؤال “أبو أحمد” قائلاً: من يتحمل المسؤولية هو المجلس المحلي للبلدة التابع للحكومة المؤقتة التي لم تولِ هذا الموضوع الاهتمام الذي يستحق أن يتحمل المسؤولية الاولى.
وكما يعرف الجميع أَّن تراكم النفايات لعدة أيام يتسبَّب بانتشار الروائح الكريهة والقوارض والحشرات التي تسبب امراضا خطيرة على الصحة العامة لكل من احاطت به هذه الأكوام النتنة، خصوصاً في فصل الصيف.
ونتساءل أين المجالس المحلية التي حلَّت بدلاً عن بلديات النظام وأين عمال النظافة؟..ولكن هل السبب الرئيسي هو المجالس المحلية ورؤساء المجالس..؟