المركز الصحفي السوري – علي حاج أحمد
يقوم الإعلام السوري بنشر أخبار “الجيش العربي السوري” الذي يعد لعملية واسعة لاستعادة المناطق التي خسرها في القلمون، وينسى ما يتعرض له في الشمال السوري نتيجة هجوم “المجموعات الإرهابية المسلحة” على حد تعبيره.
فيما تتناقل المواقع الالكترونية أخبار التقدم الذي تحققه المعارضة في إدلب و درعا و حلب، يهتم إعلام النظام بالحديث الذي أدلاه بشار الأسد لصحيفة روسية، وتصريحاته عن الوجود الروسي في المنطقة حيث اعتبر الأسد أن زيادة عدد القوات الروسية في سوريا تعزيز للاستقرار في المنطقة، كما خصص الإعلام السوري مساحات واسعة للحديث عن فصل الربيع في مدينة دمشق متجاهلاً الصفعات التي توجه لجيش النظام في عدة مناطق من سوريا وخصوصاً المعركة الحاسمة التي تدور رحاها الآن في مدينة إدلب شمال البلاد.
تقوم وسائل الإعلام السورية بإعداد تقارير تلفزيونية عن الضحايا الأطفال الذين سقطوا في اليمن بسبب عملية “عاصفة الحزم” التي أعلنتها الدول الخليجية و على رأسها السعودية و قطر والإمارت والبحرين والكويت تساندها دول كـ الباكستان و السودان و مصر، وبدعم لوجستي من الولايات المتحدة الأمريكية، وتناست آلاق الأطفال الذين سقطوا و شردوا في سوريا، متذرعاً بـ “المجموعات الإرهابية” التي قامت بقتل و ترويع السكان المدنيين.
دأبت وسائل الإعلام السورية على وصف وسائل الإعلام التي تنقل أخبار الثورة السورية بــ “الإعلام المضلل”، كما اتخذت منحى واضحاً في نشر الأخبار الكاذبة و الإشاعات المضللة منذ بداية الأحداث في سوريا في 15 من مارس/آذار 2011، كما ركزت على أن ما يجري في سوريا ليس ثورة شعبية، وإنما أحداث مفبركة، وحرب ضد ما تسميه “الإرهاب”، وبقيت مصرة على هذا المنحى حتى الوقت الراهن .
لا توجد في الوقت الحالي وسيلة إعلامية معارضة تستطيع أن تنقل صورة الأحداث في سوريا نقلاً شفافاً ومهنياً، وهو ما تفتقره الساحة السورية المعارضة، فقد كثرت الدعوات للائتلاف بإطلاق قناة تلفزيونية تنقل الوقائع، وتوثق جرائم النظام التي يرتكبها بحق الشعب السوري.
ظهرت في بداية الثورة عدة وسائل لنقل المظاهرات التي عمت سوريا، كـ قناة سوريا الشعب وقناة بردى، وقنوات اتخذت منحى طائفياً كــ قناتي وصال وصفا، لكن لم تستطع الاستمرار بسبب عدم مهنيتها في غالب الأحيان، واعتمادها على مصادر متنوعة كانت في غالب الأحيان غير دقيقة، أو بتعبير أدق “غير مهنية”، مما أثر سلباً على صورة الإعلام الثوري.
تعتمد وسائل الإعلام العربي و الدولي في نقل الأخبار الواردة من سوريا على ناشطين من الداخل أغلبهم مدنيون، مما تستدعي الحاجة لوجود وسيلة إعلامية رسمية ناطقة باسم المعارضة، و الاعتماد عليها كمصدر للأخبار، كما تعتمد على المواقع الالكترونية الرسمية كـ صفحة الإئتلاف الوطني السوري، وصفحات فصائل المعارضة المسلحة العاملة على الأرض، دون وجود وسيلة إعلامية محايدة على الأرض تقوم بنقل الأحداث التي تجري في سوريا.
لابد من العمل بجد للارتقاء بوسائل الإعلام المعارضة لكي تواكب التطورات الخطيرة التي تشهدها الساحة السورية سواء على المستوى العسكري أو السياسي، وذلك بسبب التشويش الكبير الذي أصاب المواطن السوري نتيجة كثرة المصادر الإخبارية، وعدم التركيز في بعض الأحيان على المصداقية في نقل الأخبار، مما أعطى ردة فعل سلبية تجاه وسائل الإعلام المعارضة.