ندد الرئيس الفرنسي السابق فرنسوا أولاند الثلاثاء، في سيول بـ”الخطأ المزدوج” الذي ارتكبه برأيه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، منتقداً “الفوضى” التي تعم البيت الأبيض، في أول كلمة يلقيها حول مواضيع الساعة الجيوسياسية منذ خروجه من قصر الإليزيه.
وحمل الرئيس الاشتراكي السابق (2012-2017) على أداء الرئيس الأمريكي في عدة مواضيع، من انتشار الاسلحة النووية والمناخ والحمائية والتعددية في التحرك الدولي، آخذاً على ترامب اتباعه خطاً دبلوماسياً “لا يمكن التكهن به”.
وسدد ترامب الجمعة، ضربة قاسية للاتفاق الدولي حول الملف النووي الإيراني الذي تم توقيعه في عهده، إذ سحب إقراره بالتزام إيران بالاتفاق ودعا الكونغرس الى معالجة “العديد من نقاط الضعف الشديد” فيه مهدداً بسحب بلاده منه اذا لم تتم تلبية مطالبه.
وقال متحدثاً أمام “المنتدى العالمي لمجتمع المعرفة” إن “قرار ترامب عدم التأكيد على الاتفاق ومطالبة الكونغرس بتشديد العقوبات هو برأيي خطأ مزدوج”.
ورأى أن ذلك يدل على “جهل لغاية المفاوضات نفسها” وهي كانت تهدف إلى “منع إيران من حيازة السلاح، وليس حتى هذه المرحلة حملها على تغيير سياستها، ولو أن ذلك كان الرهان الكامن في الاتفاق”.
واتهم الرئيس الفرنسي السابق دونالد ترامب بـ”الطعن في مصداقية أي مفاوضات مقبلة في حال بدئها مع كوريا الشمالية”.
وقال “لا بد من أن نثبت التزامنا بأي باتفاق بصورة دائمة، لأن هذا هو شرط مصداقيته” مضيفاً “لذلك، فإن ما يحصل بالنسبة لإيران أمر مؤسف بالنسبة لكوريا، وأتمنى بالتالي أن يحافظ الكونغرس الأمريكي على مكتسبات المفاوضات”.
وتابع “على هذا الصعيد، في مواجهة تحدي انتشار الاسلحة النووية هذا، العالم بحاجة إلى يقين وثبات واستقرار (…) أسوأ ما هناك هو السلوك الذي لا يمكن التكهن به، والذي يمكن أن يقود إلى اللاعقلانية”.
كذلك انتقد أولاند الرئيس الأمريكي لخروجه من اتفاق باريس حول المناخ الذي كان من إنجازات ولاية الرئيس الفرنسي آنذاك، وقال أن ذلك سيعزز الاتجاه نحو اتباع السياسة القائمة على خدمة المصالح الخاصة على حساب الآخرين، رغم كونها منافية للمنطق على صعيد البيئة”.
وندد أولاند بتصاعد النزعة الحمائية محذراً من “يقظة قوى الأمس″، وذكر بهذا الصدد صعود نفوذ روسيا والصين واليابان ودول أخرى مثل تركيا وإيران والسعودية.
وقال “لم يكن العالم يوماً على هذا القدر من التعددية، ما يزيد حتما من صعوبة التنظيمات الدولية وخصوصاً من صعوبة دور القوة الأولى في العالم، وهي الولايات المتحدة، ولا سيما إن كانت الفوضى تسود رأس الهرم فيها”.