استقل مئات الركاب القطار عائدين إلى مدينة حلب السورية هذا الأسبوع، بعد أن عطلت الحرب مسارات السكك الحديدية بالمنطقة على مدار 4 سنوات.
وفي الطريق نحو المدينة، مر الركاب بالمناطق الشرقية التي كانت تخضع لسيطرة المعارضة وتعرضت للتدمير والخراب، ثم أصبحت حالياً تخضع لسيطرة الحكومة.
وقد كانت تلك المناطق الحضرية أهم معاقل المعارضة السورية. وربما تكون استعادتها على يد القوات الموالية لنظام بشار الأسد بمثابة نقطة تحوّل نحو الانتصار في الحرب السورية التي دامت 6 سنوات.
اجتاز القطار خط المواجهة الذي فرّق بين أفراد الأسر سنواتٍ. وكان المسافرون يستخدمون هواتفهم الجوالة خلال معظم أوقات الرحلة، ويشعرون بالذهول الشديد؛ جراء حجم الدمار، بحسب ما ذكره أحد مصوري وكالة الأنباء الفرنسية الذي كان على متن إحدى عربات القطار.
تحظى محطة قطار حلب بتاريخ طويل، رحبت خلاله بالكثير من النازحين. ففي السنوات السابقة لاندلاع الحرب العالمية الثانية، كانت حلب محطة هامة يصل إليها اللاجئون اليهود الفارّون من ألمانيا النازية.
ويصعب حالياً رؤية مبنى واحد لم يمسسه الأذى والخراب جراء القصف الحكومي المروع الذي حسم مصير الحرب في ديسمبر/كانون الأول، وسط الصور المأخوذة لشرق المدينة.
وذكرت الأمم المتحدة أن 40 ألف شخص قد عادوا بالفعل إلى المدينة؛ وهناك أسر أخرى تصل يومياً إليها. وقد خصصت المنظمة مساعدات طارئة بقيمة 19 مليون دولار للعائدين إلى المدينة. ومع الانخفاض الشديد في درجات الحرارة خلال الشتاء، تعاني أحياء كاملة انقطاع الكهرباء وإمدادات المياه.
سوف تستغرق إعادة بناء حلب سنوات وربما عقوداً. وكان من المتوقع أن يقوم ممثلو هيئة اليونيسكو التابعة للأمم المتحدة بزيارة المنطقة هذا الأسبوع؛ للتعرف على حجم الدمار الذي لحق بالمدينة القديمة ومجموعة الشوارع الضيقة المطلة على القلعة والمسجد الأموي.
وذكر وزير الآثار السوري، مأمون عبد الكريم، الأسبوع الماضي، خلال مطالبته بالدعم الدولي لإعادة الإعمار: “هذا التراث ملك للجميع، بغض النظر عن الانتماءات السياسية، وهو يمثل النسيج الفعلي لسوريا. وسوف نحتاج إليه حينما تضع الحرب أوزارها”.
– هذا الموضوع مترجم عن صحيفة The Washington Post الأميركية. للاطلاع على المادة الأصلية٬ اضغط هنا.
ترجمة هافينغتون بوست عربي