المركز الصحفي السوري
علي الحاج أحمد 24/5/2015
لا يكاد يمر يوم على مناطق سوريا المحررة الخاضعة لسيطرة المعارضة، إلا تتعرض للقصف بغاز الكلور السام، وخصوصاً بعد كل تقدم تحققه كتائب الثوار على الأرض، حيث لا يجد النظام السوري وسيلة للرد على هزائمها المتكررة، أمام كتائب الثوار خصوصاً في إدلب وجسر الشغور غير قصف المدنيين بغاز الكلور السام، الأمر الذي يضع علامات استفهام وتساؤلات عن الأسلحة الكيماوية التي بحوزة النظام ولم يعلن عنها.
لقد تجاهل النظام السوري المجتمع الدولي ولم تعد لديه أي إشارات حمراء، أو مراعاة للاعتبارات الإنسانية أو الأخلاقية، كيف لا ولقد صرح الرئيس الأميركي باراك أوباما، أن الكلور في حد ذاته ليس مصنفا كسلاح كيماوي، الأمر الذي أعطى الشرعية لنظام الأسد لاستخدامه في الهجمات التي يشنها على المدنيين، مدعياً أنه يحارب الإرهاب، وأصبحت طائراته تقصف القرى بشكل منهجي، في إدلب وجسر الشغور وجبل الزاوية، خصوصاً بعد تحرير أكثر من 90% من محافظة إدلب، الأمر الذي جعل النظام يصب جام غضبه على المدنيين العزل.
والأمر أصبح أكثر تعقيدا بالنسبة لأوباما، وخاصة بعد تقارير جديدة تشير إلى عثور المفتشين الدوليين على آثار غازات سامة مثل السارين والريسين، ولم يتم إبلاغ منظمة حظر الأسلحة الكيميائية بها من قبل، ما أسهم في تعزيز الشبهات بأن النظام السوري لم يسلم كل ما لديه من غازات سامة.
وقال أوباما “إذا أصبح لدينا المعلومات التي نحتاجها فإننا سنعمل مرة أخرى مع المجتمع الدولي والمنظمة المكلفة بمراقبة تقيد الحكومة السورية وسنتواصل مع مناصرين للأسد مثل روسيا لوضع نهاية لها.”
النظام السوري يتجاهل كل هذه التصريحات، التي هي مجرد ثرثرة وكلام فارغ ما لم يترجم إلى أفعال على الأرض، ووضع حد من استخدام الأسلحة الكيماوية ضد المدنيين.
وقال الطبيب “محمد” مدير أحد النقاط الطبية في ريف إدلب الجنوبي، أن غاز الكلور يعد من أول الغازات السامة التي استعملت كأسلحة في الحروب، ويستعمل في تعقيم المياه وفي الكثير من الصناعات ولونه أصفر مخضر، في حالته النقية الغازية والتركيز العالي، أما في التركيز المنخفض فهو عديم اللون، وغير قابل للاشتعال وأثقل من الهواء بمرة ونصف، يسبب تهيجا في الجهاز التنفسي، خاصة لدى الأطفال وكبار السن، أما في حالته السائلة فيسبب حروقاً للجلد، والتعرض للتركيز العالي ليس مميتا، وإنما يسبب وجود مياه في الرئة، أما التعرض للتركيز المنخفضة ولفترات طويلة فيؤدي إلى ضعف الرئة وإصابتها بالأمراض، وللوقاية منه هو: سحب المصاب من الموقع، وإبقاؤه دافئاً ومستلقياً مع رفع الرأس والكتفين، وإحضار مساعدة طبية بأسرع وقت ممكن وغسل المصاب بكميات كبيرة من المياه وخلع الثياب الملوثة، ويفضل قصها بدل سحبها عبر الرأس.
وتقول منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، إن غاز الكلور استخدم بشكل منهجي ومتكرر كسلاح في سوريا بعدما سلم النظام مخزونه المعلن من الأسلحة السامة.