بينما يبدأ العد التنازلي لرحيل الرئيس الأميركي باراك أوباما عن البيت الأبيض، يسلط الضوء على أداء هذا الرجل طوال سبع سنوات من حكمه، خاصة على مستوى السياسة الخارجية التي اتبعها. ويرى بعض المراقبين والمحللين أنها لم تكن فاعلة، وبالتحديد إزاء قضايا منطقة الشرق الأوسط.
حلقة (19/1/2016) من برنامج “من واشنطن” ناقشت مع ضيوفها أداء أوباما على المستويين الداخلي والخارجي، وتقييمهم للإيجابيات وللسلبيات التي عرفتها الإدارة الأميركية في فترة هذا الرئيس الديمقراطي.
الصحفي والمحلل السياسي سعيد عريقات أخذ على أوباما طريقة تعاطيه مع الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وقال إنه لم يأت على ذكر هذا الملف في خطابه الأخير عن حالة الاتحاد، وإنه لم يكن حاسما طول عهدته مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، رغم الوعود التي كان قد قدمها لحل الصراع.
وبشأن الأزمة السورية، أشار إلى أن أوباما لم يتدخل عسكريا في سوريا لأنه تعلم الدرس من العراق، ووصف عريقات قراره هذا بأنه من أفضل وأحكم القرارات، ولكنه أشار إلى أن على الولايات المتحدة مسؤولية أخلاقية كأكبر قوة في العالم، وكان عليها أن تستقبل اللاجئين السوريين بأعداد أكبر كما فعلت ألمانيا.
الأستاذ في تسوية النزاعات في جامعة جورج ميسون محمد الشرقاوي قال إن إدارة أوباما لم تفعل ما كان يجب عليها أن تفعله إزاء الأزمة السورية، وربط هذا الموقف بقناعة أوباما بمسألة الحل الدبلوماسي، وهو من زعماء الحزب الديمقراطي الذين يؤمنون بأنه لم يعد من مصلحة الولايات المتحدة القيام بتدخلات عسكرية.
أما رئيس تحرير منتدى “فكرة” ديفيد بولوك فشدد على أن الولايات المتحدة الأميركية “ليست مسؤولة عن الأزمة السورية”، وأن المسؤول عنها هي روسيا وإيران وحزب الله اللبناني والرئيس السوري بشار الأسد بالدرجة الأولى.
وأضاف أن الولايات المتحدة ليست مسؤولة أيضا عن الكارثة الإنسانية في سوريا، وقال إن واشنطن هي الممول الأكبر في العالم لإغاثة اللاجئين السوريين، حيث إنها تقدم لهم نصف مليار كل سنة، بينما العرب والدول الأخرى لا تفعل، حسب بولوك الذي أقر بأن غزو بلاده للعراق كان خطأ.
وبينما تحدث الشرقاوي عن معتقل غوانتانامو وقال إن أوباما وعد بإغلاقه ولم يفعل حتى وهو يهم بالرحيل، أشار عريقات إلى أن الرئيس الديمقراطي استخدم الطائرات بدون طيار أكثر من أي رئيس عرفته الولايات المتحدة.
القوة الأميركية
وبشأن الانتقادات والتحليلات التي تذهب إلى أن الرئيس الأميركي الحالي ساهم في تقليص النفوذ الأميركي في العالم، أوضح عريقات أن القوة الأميركية لم تتراجع، عسكريا واقتصاديا، فما زالت تحتفظ بأكبر القواعد العسكرية في العالم، وهي القوة العسكرية الأولى عالميا كذلك، كما أن أوباما حقق إنجازات اقتصادية في عهدته.
وأشار بولوك بدوره إلى أن الولايات المتحدة لا تزال القوة الأولى في العالم، وعلاقاتها مع روسيا ومع إيران هي الأفضل مقارنة بما كانت عليه في السابق، لكن السؤال الأساسي يتعلق بمدى نجاح أو فشل الأميركيين في تحقيق أهدافهم على مستوى السياسة الخارجية.
بينما رأى الشرقاوي أن أوباما قدم خطابا براغماتيا وعقلانيا لمكانة بلاده في العالم، وأن الولايات المتحدة تشهد في الوقت الحالي خطابين، الأول ينظر للمستقبل، والثاني خطاب عدمي يقول بانهيار النفوذ الأميركي وبأن هذه القوة باتت ورقة في أيدي القوى الإقليمية، وأعرب عن اعتقاده بأن رؤية جديدة ستتبلور لأن النظام الأميركي يصحح نفسه بنفسه.
الجزيرة