” أهي حرب عالمية ثالثة دقت أجراسها؟”، هذا ما قالته السيدة أم أحمد لتصف حالة الرعب والذعر الذي خيم على ثانوية البنات التي تعمل بها كمعلمة، عندما قصف الطيران الروسي عدة مواقع في مدينة ادلب، ومنها مبنى الكتب والمطبوعات المدرسية.
” أثناء تواجدنا في الصف، فإذا بصوت قوي وانهيار في المباني، وتعالت أصوات الصياح والرعب أهي هزه أرضية؟… أم أن الساعة قامت؟، وابل من الحجارة والغبار انهال فوق رؤوسنا والدخان انتشر في كل مكان لم نستطع التنفس للوهلة الأولى ولم نستوعب ما حدث، إنها صواريخ غادرة ألقتها الطائرات الروسية، كان الرعب والخوف والموت يحاوطنا في كل الاتجاهات.”
وتضيف أم أحمد:” بالرغم من أننا حاولنا أن نهدئ من روع الطالبات ولكن دون جدوى، فأصوات البكاء والخوف كانت أعلى من أصواتنا، وسارع رجال الدفاع المدني لنجدتنا، شباب وهبوا أنفسهم للوقوف بوجه الموت وتحدي كل الصعاب، حاولوا مساعدتنا في نقل الطالبات اللواتي أصبن بجروح وبحالات هستيريا، ولكن وللأسف المصاب عظيم، وسيارات الإسعاف قليلة، والطيران مازال في الأجواء، هي لحظات ولكننا شعرنا بأنها سنوات، كانت أشبه بكابوس أردنا أن نصحو منه”.
“أخلينا المدرسة خوفا من ضربة أخرى، فانطلقت كل مجموعة من الفتيات باتجاه ليبحثن عن ملجأ آمن من قصف النظام، وشعرنا بطول المسافات وبطول الوقت، ولم تكن هذه المرة الأولى التي تستهدف فيها المدارس، فقد دمر الطيران معظم المدارس في ريف ادلب”.
“وبعد لحظات استهدف مبنى المحكمة الشرعية حيث تم تدميره بالكامل، وكذلك بعض المباني السكنية التي لايقل عددها عن ثلاث مبان ليخيم الرعب على كل أنحاء المدينة في ذلك اليوم المسؤوم”.
والسؤال الذي يطرح نفسه ماهو الذنب الذي ارتكبه هؤلاء الناس ليعاقبوا بهذه الطريقه المجرمه، هل هم إرهابيون؟…..وهل الإرهابي من يحمل ورقة وقلما ويذهب إلى المدرسه؟ أم من تجلس على شرفة منزلها تنتظر عودة أطفالها ؟ أم من يحمل محفظته الطبيه ويذهب ليخفف آلام المرضى؟ أم من ذهبت للمحكمة الشرعية لتفرح بزفاف ابنتها؟.
قصص كثيرة تروى بقلوب محترقة،.هل هؤلاء هم الإرهابيون الذين يعجز الطيران عن كسر إرادتهم في الاستمرار والبقاء، ستذكر بطولاتهم وصمودهم في وجه هذا العدوان الأجيال القادمه وسيقولون عاشوا أبطالا وماتوا أبطالا.
المركز الصحفي السوري ـ ميساء محمد