نظّم أهالي مدينة سلقين في ريف إدلب الشمالي، يوم الأربعاء 6 آب/أغسطس الجاري، وقفة احتجاجية أمام مشفى سلقين التخصصي، احتجاجًا على تعليق الدعم المالي المقدم من الجمعية الطبية السورية الأمريكية (سامز) والتي تُعد الجهة الداعمة الوحيدة للمشفى
وقد عبّر المشاركون عن استيائهم الشديد من قرار تعليق الدعم ورفعوا لافتات تطالب بضرورة استئناف تمويل المشفى، الذي يُعد مركزًا طبيًّا حيويًّا يخدم آلاف السكان داخل المدينة وخارجها كما وجّهوا نداءات استغاثة إلى الجهات المعنية والمنظمات الإنسانية، بما في ذلك منظمة الصحة العالمية، داعين إلى تدخل عاجل يضمن استمرار عمل المشفى وعدم توقفه
وتأتي هذه الوقفة بعد إعلان إدارة مشفى سلقين التخصصي قرب التوقف الكامل عن تقديم خدماته، نتيجة انتهاء آخر منحة مالية في 15 تموز/يوليو 2025، دون وجود أي مؤشرات على تجديد الدعم أو تأمين تمويل بديل ويواجه المشفى صعوبات متزايدة في تغطية نفقات الكوادر الطبية وتأمين المستلزمات الضرورية، ما يهدد بإغلاقه خلال وقت قريب
وأكد المحتجون أن توقف المشفى سيُحدث أزمة إنسانية وطبية خطيرة، نظرًا لما يقدمه من خدمات نوعية وأساسية، تشمل جلسات غسيل الكلى والاستجابة الإسعافية ومعالجة الأمراض المزمنة، بالإضافة إلى الرعاية النفسية والدعم الاجتماعي للنساء والأطفال وغيرها من الخدمات الصحية الحيوية
وأشار الأهالي إلى أن توقف المشفى سيُلقي بأعباء مالية إضافية على السكان، إذ سيضطر المرضى إلى مراجعة مشافٍ خاصة ذات تكاليف مرتفعة، لا تتناسب مع ظروفهم المعيشية، ناهيك عن اضطرارهم لقطع مسافات طويلة للوصول إلى مراكز طبية بديلة، ما قد يؤدي إلى تدهور أوضاعهم الصحية
من جهته، أوضح الكادر الطبي في المشفى وعدد من المواطنين الذين استفادوا من خدماته، أن مشفى سلقين التخصصي يقدم خدمات إسعافية وطارئة مهددة للحياة، إذ يضم قسمًا للعناية المركزة بسعة 12 سريرًا وقسمًا للعناية المتوسطة بـ14 سريرًا، إضافة إلى وحدة لغسيل الكلى الإسعافي داخل العناية، وقسم طوارئ يعمل على مدار الساعة
ويحتوي المشفى على عيادات متخصصة في الأمراض الداخلية والجهاز العصبي، إلى جانب خدمات مخبرية وإشعاعية متقدمة، أبرزها جهاز تصوير طبقي محوري حديث، يُعد الوحيد من نوعه في المنطقة حاليًّا, كما يشمل قسمًا للدعم النفسي والحماية وخدمات للتغذية والصحة المجتمعية، بالإضافة إلى وحدة لمعالجة النفايات الطبية وسيارة إسعاف مخصصة لنقل الحالات الحرجة داخل المنطقة وخارجها
ويأمل الأهالي أن تلقى مطالبهم آذانًا صاغية من قبل المنظمات الداعمة والجهات الإنسانية، وأن يتم العمل سريعًا على إنقاذ المشفى واستمراره في تقديم خدماته الضرورية للمجتمع المحلي