عقب انتخابه رئيسا للائتلاف الوطني السوري خلفا لخالد الخوجة رسم أنس العبدة، مرتكزات الفترة المقبلة من العمل داخل الائتلاف المعارض.
وعدّ العبدة في أول حوار يجرى معه في مقره في إسطنبول، أن ما حصل هو “توافق عملي” ، مؤكدا أنه لا مكان لبشار الأسد في المرحلة الانتقالية أو في مستقبل سوريا، كما شدد على استمرار سوريا كدولة موحدة ورفض كل مشاريع التقسيم والفيدراليات.
وقال لـ”الشرق الأوسط” إن تحديات كثيرة تنتظر الائتلاف والمعارضة في المرحلة المقبلة، مشددا على ضرورة العمل الجماعي للاستفادة من التحديات وتحويلها إلى فرص. ورأى أنه على الائتلاف أن يعمل بصفته فريقا متجانسا، مشددا على “ثوابت” عمل المعارضة المرتكزة على “إعادة إحياء مفهوم الوطنية السورية، وإبقاء سوريا دولة موحدة”.
وعن عنوان الفترة المقبلة من رئاسته للائتلاف أجاب العبدة أن هناك عنوانين أساسيين، الأول هو إحياء مفهوم الوطنية السورية كحاضن أكبر للثورة السورية، والثاني هو التمثيل الفعال للثورة السورية والعمل السياسي الفاعل لخدمة هذه الثورة. مضيفا أن هناك تحديات كبيرة تواجه هذه الثورة داخليا وخارجيا، وهذه التحديات يمكن أن نتعامل معها كفرص ونترجمها إلى نجاحات إن أحسنا التعامل معها واستثمارها بالشكل المناسب، وهذا له آليات واضحة وهي العمل كفريق داخل الائتلاف ومع الهيئة السياسية وهذا سر النجاح الأساسي.
وبخصوص تحديات الائتلاف، أكد المتحدث أن “هناك تحديات داخل سوريا وتحديات إقليمية ودولية، وكلها تضعنا في موقف صعب وتفرض علينا أجواء غير اعتيادية، ويجب أن نتعامل معها بحنكة بالغة وبحصافة سياسية”.
رفض كل مشاريع التقسيم
وبشأن دور الائتلاف في المرحلة المقبلة، خصوصا مع وجود جسم جديد للمعارضة السورية هو الهيئة العليا للمفاوضات، رد رئيس الائتلاف أن لديه قناعة بأن الائتلاف هو أحد الأعمدة الأساسية للهيئة العليا للتفاوض، ولهذا ستلاقي هذه الهيئة دعما كبيرا من الائتلاف في عملها وتحركاتها، سواء على مستوى الهيئة أو على مستوى الوفد المفاوض، مردفا أنه سيضع كل الإمكانيات من أجل نجاحها في الوصول إلى حل سياسي عادل للقضية السورية يحقن الدماء ويجعلنا ننطلق نحو مرحلة جديدة من تاريخ سوريا بناء على ثوابت “جنيف1” وثوابت الثورة السورية، بما يعني أن لا مكان لبشار الأسد في المرحلة الانتقالية أو في مستقبل سوريا، كما في حرصنا الشديد على استمرار سوريا كدولة موحدة ورفض كل مشاريع التقسيم والفيدراليات، وعودة اللاجئين إلى بيوتهم وإعادة بناء سوريا بدعم من الأشقاء والأصدقاء.
وعن توقعاته للمرحلة المقبلة بعد سريان الهدنة، أوضح أنس العبدة أن الثورة السورية تتعرض لهجوم غير مسبوق من قبل دولة عظمى هي روسيا، كما من قبل جيش النظام والميليشيات المحلية والأجنبية، وأيضا تتعرض لإرهاب من قبل تنظيم داعش ما يجعل من حجم التعقيدات كبيرا جدا.
وتابع أن أجمل ما أبرزته الهدنة الهشة في سوريا هو عودة الشعب السوري إلى التظاهر رافعا شعار “واحد واحد واحد.. الشعب السوري واحد”. مشيرا إلى أن هذا يظهر عدم نسيان الشعب السوري لما نزل من أجله قبل خمس سنوات ولا يزال يحتفظ بشعار “سوريا ستبقى دولة واحدة وشعب واحد”. وأضاف قائلا إن الشعب السوري عاد ليتظاهر بمجرد أن أعطي الفرصة مثبتا أنه لم ينس المطالب الأساسية التي قام من أجلها وتتعلق بالحرية والكرامة ولم ينسها على الرغم من عملية التشويه الممنهج التي تعرض لها الحراك الشعبي السوري، وعلى الرغم من تهجير نحو نصف الشعب، مما يظهر أن الشعب قادر على التعبير عن مطالبه الحقيقية وتوجهاته الحقيقية بمجرد أن تتاح له الفرصة، رافعا شعارات لها علاقة بثوابت تحركه الأساسية.
محاسبة خارقي الهدنة قبل المفاوضات
وفيما يتعلق بموقفه من مؤتمر جنيف الجديد اعتبر أن موقف الائتلاف هو نفسه موقف الهيئة العليا للتفاوض. وأن هناك محددات واضحة هي فك الحصارات وإطلاق المعتقلين ووقف استهداف المدنيين.
وعن كيفية التعامل مع الاختراقات التي تحصل للهدنة قال العبدة إن هناك اختراقات كثيرة للهدنة من قبل النظام وحلفائه تم تحديدها، وأصبح من الواجب على اللجنة المختصة أن تحدد المسؤول عن خرق الهدنة والثمن الذي سيدفعه المتسبب بذلك. ومن بعدها يمكن الحديث عن مفاوضات على أساس منطقي.
وانتخب “الائتلاف الوطني السوري لقوى المعارضة والثورة السورية” بالتزكية أمس، أنس العبدة رئيسا جديدا له، خلفا لخالد خوجة المنتهية ولايته، خلال اجتماع الائتلاف في مقره في إسطنبول، بأغلبية 63 صوتًا، وبغياب أي منافس له.
وأعلن “الائتلاف” في بيان أصدره، أن أعضاء هيئته العامة توافقوا أمس خلال اجتماعهم المستمر منذ 26 فبراير الماضي، على هيئة رئاسية جديدة برئاسة أنس العبدة، وضمت كلاً من موفق نيربية وعبد الحكيم بشار وسميرة مسالمة نوابًا له، وعبد الإله فهد أمينًا عامًا. وواصل الائتلاف اجتماعه حتى مساء السبت لاختيار 19 عضوا في الهيئة السياسية.
العربية