نشر موقع “فاو نيوز” أمس الأربعاء 10 آذار/مارس، تقريراً اطلع عليه المركز الصحفي السوري وترجمه بتصرفٍ، حول ما قاله أمين عام الأمم المتحدة “أنطونيو غوتيريس” بشأن سوريا.
وصف غوتيريس الوضع في سوريا التي مزقتها الحرب بأنّه “لا يزال كابوساً حياً” بعد عقدٍ كاملٍ من سعي حكومة النظام السوري قمع الاحتجاجات السلمية بعنفٍ وإدخال البلاد في دائرة الحرب الأهلية.
أضاف عوتيريس أنّ مئات الآلاف من السوريين قتلوا ومايزال عددٌ لا يحصى من السوريين الآخرين محتجزين بشكلٍ غير قانونيّ، وغالباً ما يتعرضون للتعذيب أو المفقودين أو المختلين أو الذين يعيشون في حالةٍ من الحرمان والجوع, فعلى مدار 10 سنوات شاهد العالم سوريا وهي تتحول حسب وصفه إلى دمارٍ ومكانٍ لسفك الدماء.
يُضاف إلى ذلك أيضاً سلسة من الفظائع التي ارتكبت بحق الشعب السوري من قصف للمنازل والمدارس والمستشفيات والحصار وتجويع المدنيين المعارضين لحكم رأس النظام “بشار الأسد” وهجمات بالأسلحة الكيماوية ضدّ المدنيين, إضافةً إلى سيطرة بعض الجماعات الإرهابية على أراضٍ سوريةٍ وإساءتها إلى الأشخاص في مناطق سيطرتها.
وفي الإشارة إلى معاناة السوريين قال غوتيريس “من المستحيل فهم مدى الدمار في سوريا بشكلٍ كاملٍ، لكنّ الشعب السوري قد عانى من أعظم الجرائم التي شهدها العالم هذا القرن”.
طالب غوتيريس بمحاسبة الجناة وعدم السماح بإفلات أيّ متسببٍ بجرائم الحرب في سوريا من العقاب، وأشار إلى روسيا الحليف الرئيسي لرأس النظام واستخدامها حقّ النقض أكثر من 12 مرّة لعرقلة العقوبات وغيرها من الإجراءات التي ربّما تساعد في إنهاء إراقة الدماء. واستخدمت أيضاً نفس القوّة للحدّ من المساعدات الإنسانية التي يمكن أن تساعد المدنيين الذين يعيشون في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة في شمال البلاد.
وقال غوتيريس ردّاً على أحد الاسئلة عمّا إذا كان المجتمع الدولي قد خذل الشعب السوري “من الواضح أنّه إذا استمرت الحرب 10 سنوات, فإن نظام حوكمة الأمن الدولي غير فعّالٍ وهذا شيء يجب أن يكون مصدراً للتفكير حول كلّ شخصٍ معنيّ”
يرى غوتيريس أن لدى طرفي النزاع السوري الفرصة لإظهار استعدادهما لإيجاد أرضيةٍ مشتركةٍ والاعتراف بضرورة تخطّي جميع السوريين لحالة الصراع المستمر، وأضاف أنّ عدم القيام بذلك سيحكم على الشعب السوري بمزيد من اليأس.
في ذات السياق قالت وكالة الأطفال التابعة للأمم المتحدة “اليونسيف” إنّ 90 بالمائة من الأطفال السوريين بحاجةٍ إلى مساعدةٍ إنسانيةٍ أي بما يزيد عن العام الماضي بمعدّل 20 بالمائة.
وقالت المديرة التنفيذية لليونسيف “هنريتا فور” أنّه يجب على المجتمع الدولي بذل قصارى جهده لإحلال السلام في سوريا وحشد الدعم للأطفال، وأضافت أنّ الوضع في شمال سوريا بشكلٍ خاص, فقد تمّ تسجيل أكثر من 75 بالمائة من الانتهاكات الجسيمة في عام 2020 في الشمال الغربي ما أدى إلى نزوح ملايين الأطفال بعد أن أجبرت عائلاتهم على الفرار عدّة مرات بحثاً عن الأمان.
إضافةً إلى ذلك يوجد قرابة 27 ألفاً و500 طفل في أنحاء شمال شرق سوريا، يقبعون في المعسكرات ومراكز الاحتجاز كمخيم الهول الذي تصاعد فيه العنف وسلّط الضوء على الحاجة الملحّة إلى حلول طويلة الأمد.
اختتمت فور حديثها بأنّ الخسارة الأكبر تلحق بأطفال سوريا وقد حان الوقت لأن تضع الأطراف المتحاربة أسلحتها جانباً وتأتي إلى طاولة المفاوضات, فالسلام والدبلوماسية هما السبيل الوحيد للخروج من هذه الهاوية.
الجدير ذكره بحسب بيان غوتيريس فإن 5 ملايين ونصف المليون فرّوا من سوريا إلى الدول المجاورة بحثاً عن الأمان ونزح داخلياً 6.7 مليون شخص يعاني أكثر من نصفهم من انعدام الأمن الغذائي.
محمد المعري
المركز الصحفي السوري
عين على الواقع