اتُّهم أربعة صحفيين آخرين بارتكاب جرائم، بعد تعرضهم للاعتقال أثناء تغطيتهم للاحتجاجات التي اندلعت أثناء تنصيب دونالد ترامب، وهو ما يعني أن 6 إعلاميين على الأقل يواجهون ما يصل إلى 10 سنوات من السجن، بالإضافة إلى غرامة 25,000 دولار في حالة إدانتهم بتلك التهم، وذلك في مشهد لا نراه إلا في دول العالم الثالث.
وُجهت اتهامات بالضلوع في أخطر مستويات الجريمة -وفقاً لقانون مواجهة أعمال الشغب للعاصمة واشنطن- ضد منتج أفلام وثائقية، ومصور صحفي، ومسؤول بث حي، ومراسل صحفي حر. وذلك بعد القبض عليهم أثناء تصدي الشرطة للمتظاهرين.
علمت صحيفة الجارديان باعتقالهم بعد نشر تقرير يوم الإثنين يفيد بأن الصحفيين إيفان إنجيل من مؤسسة Vocativ الإعلامية، وأليكس روبنشتاين من قناة روسيا اليوم أميركا، قد اعتقلوا أيضاً ووجهت لهم تهمة ارتكاب جرائم أثناء تغطيتهم نفس الاحتجاجات صباح يوم الجمعة.
وفقاً لمذكرات المحكمة، استدعي الصحفيون الستة إلى المحكمة العليا يوم السبت، ومن ثم أُطلق سراحهم إلى أن تُعقد جلسات استماع لاحقاً في فبراير/ شباط ومارس/ آذار، وقالت لجنة حماية الصحفيين CPJ في وقت متأخر من يوم الثلاثاء إنه يجب إسقاط الاتهامات الموجهة للصحفيين الذين كانوا يغطون الاحتجاجات.
“تهم في غير محلها”
قال كارلوس لوريا كبير منسقي برنامج الأميركيتين لدى لجنة حماية الصحفيين “من الواضح أن هذه التهم في غير محلها، ونشعر بالقلق حيال إرسال رسالة تهديد للصحفيين الذين سيغطون الاحتجاجات القادمة”، وأضاف “إننا نطالب السلطات في واشنطن بإسقاط هذه الاتهامات فوراً”.
قال جاك كيلر، منتج سلسلة “قصة أميركا” الوثائقية على الإنترنت، إنه وُجهت له الاتهامات واحتجز لمدة 36 ساعة بعد أن حاصرته الشرطة بين شارعي 12 وL صباح يوم الجمعة، واعتقلته الشرطة على الرغم من إخباره للضباط أنه يغطي الاحتجاجات كصحفي.
قال كيلر، الذي تحفّظت الشرطة على هاتفه المحمول “الطريقة التي عُوملنا بها كانت مهزلة بكل المقاييس”، وقالت أنابيل بارك محررة كيلر “إنه موقف مزعج ومحبط، هؤلاء الأشخاص كانوا هناك للتسجيل والتوثيق”.
ووفقاً لسجلات شرطة العاصمة، اعتقل مات هوبارد -وهو صحفي مستقل كان يقوم بالبث الحي لاحتجاجات يوم الجمعة- في نفس المكان الذي اعتقل فيه كيلر وإنجيل وروبنشتاين، وقال من خلال رسالة إنه ينكر التهم الموجهة إليه.
اُعتقل أيضاً أثناء تغطية المظاهرات في شارعي 12 وL، كل من شاي هورس وهو مصور صحفي مستقل وناشط، وأرون كانتو وهو صحفي حر وناشط، كتب لبعض الصحف منها Baffler و Washington Spectator و New Inquiry، ووجهت لهم الاتهامات في وقت لاحق، إلا أنهم أنكروها.
بلغ العدد الإجمالي الذي اُلقي القبض عليه يوم الجمعة، أكثر من 200 شخص، بعد تدمير بعض الممتلكات في العاصمة الأميركية في الساعات التي تزامنت مع أداء ترامب قسم الرئاسة، وقالت الشرطة إن ستة من الضباط قد تعرضوا لجروح طفيفة.
“استهداف عشوائي”
واتهمت نقابة المحامين الوطنية، إدارة شرطة واشنطن العاصمة “باستهداف الناس بشكل عشوائي واعتقالهم جماعياً بناءً على مكان تواجدهم فقط”، وقالت إن الشرطة استخدمت الغاز المسيل للدموع وأسلحة أخرى بشكل غير قانوني.
ومن خلال تصريحٍ لها، قالت ماجي إلينجر لوك من فرع النقابة في واشنطن، “من الواضح أن هذه التحركات غير القانونية اُعدت لتثبيط صوت المحتجين المنخرطين في أنشطة التعديل الأول”.
لم توضح تقارير اعتقال أي من الصحفيين الست اتهامات محددة عن الخطأ الذي يُفترض أنهم اقترفوه، يتضمن تقرير كيلر- والذي يحتوي على عدد غير معروف من المعتقلين المجهولين الآخرين- ملحوظة تشير إلى تدمير سيارة تابعة للشرطة، وقال كيلر “لم تكن لدي أي علاقة بالتخريب الذي حدث”.
تحتوي تقارير اعتقال 5 من الصحفيين الست اتهامات مشابهة تدعي “حدوث العديد من الجرائم أثناء تواجد الشرطة”، فقد ذكرت التقارير وجود نوافذ مهشمة، وإشعال الحرائق، وتدمير السيارات، وقالت تقارير الشرطة “لوحظ أن المتظاهرين يحرضون على أعمال الشغب من خلال التنظيم والتحفيز والتشجيع والمشاركة في أعمال عنف تشجع على الشغب”.
رفض مكتب المحامي العام الأميركي في واشنطن العاصمة والذي يحاكم هؤلاء المعتقلين، التعليق تحديداً على اعتقال الصحفيين، لكنه قال إنهم بصدد استكمال مراجعة الأدلة مع الشرطة بداية من اليوم.
قال ويليام ميلر المتحدث باسم مكتب المحامي العام من خلال تصريح له “استناداً إلى الوقائع والملابسات، توصلنا إلى وجود أسباب محتملة تدعم توجيه تهمة جريمة الشغب”، وأضاف “كما هو الحال في كافة القضايا التي نعمل عليها، نحن دائماً على استعداد كامل لأخذ المعلومات الإضافية التي يقدمها الناس، بعين الاعتبار”.
حُدد موعد جلسات الاستماع التمهيدية لكانتو وهوبارد وهورس وكيلر في منتصف مارس/آذار، كما حُدد موعد جلسات استماع إنجيل وروبنشتاين في منتصف فبراير/شباط.
– هذا الموضوع مترجم عن صحيفة The Guardian البريطانية. للاطلاع على المادة الأصلية، اضغط هنا.
المصدر:هافينغتون بوست عربي