طلب الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الثلاثاء، من إدارته إعداد خطة لمساعدة شركات النفط الأميركية التي تواجه تخمة هائلة في الإمدادات وانخفاضاً تاريخياً في أسعار الخام. وغرّد ترمب على «تويتر»: «لن نخذل قطاع النفط والغاز الأميركي العظيم»، مضيفاً: «طلبت من وزير الطاقة ووزير الخزانة إعداد خطة تتيح الأموال لتأمين هذه الشركات والوظائف المهمة جداً لوقت طويل في المستقبل».
ولم يحدد ترمب حجم الأموال التي ستتاح أو الشركات التي ستحصل على هذه الأموال؛ لكنه وصف الانهيار التاريخي الذي شهدته أسعار النفط الاثنين بأنه «قصير الأجل» وناجم عن «ضغوط مالية»، مشيراً إلى أن قطاع النفط يتضرر من تهاوي الطلب مع فرض الولايات قيود البقاء في المنزل لاحتواء انتشار الفيروس.
وقال إن «المشكلة هي أنه ليس هناك من يقودون سيارات تقريباً في أنحاء العالم… المصانع مغلقة والشركات مغلقة». وأضاف أن مجموعة المنتجين العالمية المعروفة باسم «أوبك+» اتفقت على خفض الإنتاج بنحو 15 مليون برميل يومياً، وقال إن ضعف الأسعار ربما يجبر على مزيد من الانخفاضات لأسباب اقتصادية.
وكرر ترمب أن إدارته تعتزم أيضاً زيادة مستوى مخزون النفط الخام لحالات الطوارئ في البلاد مع هبوط الأسعار. وتعكف وزارة الطاقة على تأجير جزء من السعات المتاحة البالغة نحو 77 مليون برميل في الاحتياطي البترولي الاستراتيجي لشركات النفط الأميركية لمساعدة هذه الشركات في التعامل مع أزمة التخزين التجاري مع انهيار الطلب المحلي على الطاقة بسبب تفشي فيروس «كورونا». وأرادت الإدارة في البداية شراء النفط الخام بشكل مباشر، لكن الكونغرس لم يوافق على التمويل لذلك بعد. ولدى سؤاله عما إذا كان لا يزال يريد موافقة المشرعين على ذلك التمويل، قال ترمب إن السعة المتبقية في الاحتياطي البترولي الاستراتيجي ستمتلئ على أي حال.
وبسبب إجراءات التصدي لانتشار فيروس «كورونا» المستجدّ، تعطلت وسائل النقل والمصانع في كل أنحاء العالم، وانهار الطلب على مصادر الطاقة من دون أن يتراجع إنتاج الخام. وكانت النتيجة أن سعر برميل نفط «غرب تكساس» انهار الاثنين بشكل غير مسبوق إلى «سالب» 38 دولاراً، وبات المستثمرون مستعدين للسداد للتخلص من عقودهم. ويزيد هذا التدهور في سعر برميل النفط الأميركي من الضغوط على قطاع مضطرب أصلاً، خصوصاً أن شبح الإفلاس يخيم على شركات عدة ترزح تحت ديون هائلة.
من جانبه، قال الرئيس المكسيكي آندريس مانويل لوبيز أوبرادور، الثلاثاء، إن انهيار أسعار النفط في الأسواق الدولية سيفاقم الأزمة الاقتصادية العالمية وسيؤثر أيضاً على بلاده. وقال إن المكسيك ستطبق مزيداً من الإجراءات التقشفية لإنقاذ الموارد في سبيل مساعدة الشعب المكسيكي. وتعهد أيضاً بألا يكون هناك تسريح لأي من الموظفين الحكوميين.
وفي الأسواق، هوى سعر العقود الآجلة للخام الأميركي و«خام برنت» للتسليم في يونيو (حزيران) المقبل، إلى أقل مستوى في عقدين الثلاثاء بعد يوم من تحول التعاملات الآجلة للخام الأميركي تسليم مايو (أيار) سلباً لأول مرة في التاريخ مع تهاوي الطلب بسبب أزمة «كورونا».
وهبط «خام برنت» في عقود تسليم يونيو، المعروفة بـ«عقد شهر أقرب استحقاق»، وذلك بعد انتهاء عقود مايو، إلى 18.10 دولار للبرميل، وهو الأقل منذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2001. وهبط عقد يونيو لـ«خام غرب تكساس الوسيط» الأميركي 21 في المائة إلى 16.14 دولار بعد أن بلغ أقل مستوى منذ عام 1999.
وسجل عقد «خام غرب تكساس الوسيط» لشهر مايو، وحجم التعاملات عليه أقل كثيراً؛ 5.76 دولار.
وانتهى التعامل على «عقد أقرب استحقاق» للخام الأميركي لشهر مايو أمس؛ مما فاقم الخسائر. ومع وجود فائض في السوق وامتلاء منشآت التخزين وجد حائزو «عقد مايو» أنفسهم في وضع غير مسبوق؛ إذ يدفعون لمن يشترون الخام. ويُتوقع امتلاء مركز «كاشينغ» للتخزين في أوكلاهوما بالولايات المتحدة، وهو نقطة تسليم «خام غرب تكساس الوسيط»، خلال أسابيع.
نقلا عن الشرق الاوسط