أقر مجلس واشنطن العاصمة مجموعة من الإصلاحات الخاصة بالشرطة، بعد أيام من الاحتجاجات التي أطلقت شرارتها وفاة الأميركي من أصل أفريقي جورج فلويد الذي ضغط رجل شرطة بركبته على عنقه إلى أن فارق الحياة.
ويأتي التشريع الطارئ بينما تعاود عدة مدن النظر في نهج الشرطة لكن لم تصل إلى حد الدعوات التي أطلقها بعض نشطاء الحقوق المدنية بحجب التمويل عن إدارات شرطة المدينة، ويحظر التشريع استخدام أغلال الرقبة كالتي استخدمت مع فلويد.
ويُلزم التشريع الجديد بالكشف عن الأسماء والصور التي التقطتها الكاميرات المثبتة في أجسام الضباط. ويحظر كذلك على إدارة شرطة العاصمة الأميركية الاستعانة بأشخاص لهم تاريخ موثق من إساءة السلوك الشرطي.
ويضع قيودا على القوة غير المميتة وعلى حيازة إدارات الشرطة للأسلحة العسكرية، إلى جانب تدابير أخرى.
وقال العضو بمجلس منطقة واشنطن روبرت وايت “ليس هناك شك على الإطلاق فيما إذا كان علينا إصلاح الشرطة بشكل كبير. السؤال الوحيد هو ما إذا كنا وقادة شرطتنا مستعدين لذلك التحدي”.
من جهتها، قررت ولاية نيويورك حظر أسلوب الضغط على أعناق المتهمين أثناء توقيفهم، وتعهد رئيس بلدية مدينة هيوستن التي دفن فيها فلويد باتخاذ قرار مماثل يمنع عناصر الشرطة من الجثو على رقاب المتهمين بركبهم.
وكان أعضاء الحزب الديمقراطي الأميركي قد تقدموا في وقت سابق بمشروع قانون من شأنه تقييد أساليب تدخل رجال الشرطة، وتسهيل عملية بدء التحقيقات ضد من يسيء استخدام مهامه منهم.
على الرئيس أن يعتذر
في سياق متصل، طالب حاكم ولاية نيويورك أندرو كومو الرئيس دونالد ترامب بالاعتذار عن تصريحات اتهم فيها ناشطا سبعينيا بتلفيق حادث سقوطه بعد اعتداء الشرطة عليه.
ونقل موقع الحرة المحلي عن كومو قوله “على ترامب أن يعتذر عن تغريدته”، واصفا إياها بـ “غير المقبولة والمشينة”.
وكان ترامب كتب في تغريدة “قد يكون المتظاهر في بافالو محرّضا من أنتيفا”، وهي الحركة اليسارية التي يتهمها بإثارة أعمال العنف في الولايات المتحدة منذ مقتل الأميركي الأسود جورج فلويد بيد شرطي أبيض.
وأشار الرئيس إلى تقرير بثته شبكة “وان أميركا نيوز نتوورك” جاء فيه أن المتظاهر السبعينيّ سعى للتشويش على أجهزة الاتصالات التي يحملها الشرطيون. وختم التغريدة بالقول: هل يكون ذلك حادثا ملفقا؟
والسبت، اتهمت السلطات الأميركية اثنين من شرطة بافالو بولاية نيويورك بالاعتداء من الدرجة الثانية على ناشط سلام “75 عاما”، وذلك على خلفية دفعه أرضا ما تسبب في كسر في رأسه، بحسب صحيفة ديلي ميل البريطانية.
وأظهر تسجيل مصور تداولته وسائل إعلامية ضابطين من شرطة بوفالو وهما يدفعان الناشط السبعيني ويسقطانه أرضا، وشوهد الدم ينزف من رأسه قبل أن يتم نقله لاحقا إلى المستشفى.
وظهر الرجل راقدا على الأرض وهو ينزف، بينما كان عشرات الشرطيين يمرون جانبه من دون أن يمد له أي منهم يد العون.
نقلا عن الجزيرة