كشف البيت الأبيض في اتصال مع الصحافيين أن الرئيس الأميركي باراك أوباما أبلغ المندوبة الدائمة الأميركية سامانتا باور، قبل ساعات فقط بقرار الامتناع عن التصويت وعدم استعمال حق النقض والسماح لمجلس الأمن باتخاذ قرار ضد الاستيطان الإسرائيلي.
وكشف نائب مستشارة الأمن القومي بن رودز للصحافيين أيضاً في الاتصال الهاتفي أن الرئيس الأميركي تشاور مع أعضاء مجلس الأمن القومي مثل وزير الخارجية ومستشارة الأمن القومي السفيرة رايس وغيرهم عندما طرحت مصر مشروعها، لكن سحب مصر للنص تسبب بـ “دراما” بحسب ما قال رودز أما التوافق فكان في عدم استعمال حق النقض ضد قرار يتحدث عن وقف الاستيطان وعن إثارة العنف وبالتالي يكون متوازناً.
وأوضح المسؤول الكبير في البيت الأبيض أنه عندما طرح القرار الجديد أبلغ أوباما سفيرته إلى الأمم المتحدة بعدم استعمال حق النقض وأشار رودز إلى أن الولايات المتحدة لم تبلغ أي طرف دولي بقرارها وأن مندوبي الدول خلال الجلسة كانوا ينتظرون تصويت الولايات المتحدة بحيرة إلى أن رفعت سامانتا باور يدها ممتنعة عن التصويت.
إعلان كيري
إلى ذلك، كشف البيت الأبيض أن وزير الخارجية جون كيري سيعلن خلال الأيام المقبلة رؤية أميركية للحل في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي ولن يكون ما يعلنه كيري بنود اتفاق إطار معروف بورقة 14 مارس، ولكنه سيكون مبنياً على خبرة الوزير كيري في التفاوض مع الطرفين والأطراف الدوليين.
وحاول البيت الأبيض خلال التحدث إلى الصحافيين أن يشرح أيضاً أن القرار الذي اتخذته إدارة أوباما على رغم اعتراض زعماء في الكونغرس وغضب إسرائيل جاء بعد سنوات من محاولات إدارة أوباما لحل الصراع، وأن هذه الإدارة كانت استعملت حق النقض ضد مشروع سابق في العام 2011، لكن الاستيطان تصاعد من حينه وأعلنت إسرائيل أنها مستمرة بسياسة الاستيطان.
وشدّد المتحدثون باسم البيت الأبيض أيضاً على أن القرار الحالي يعكس توافقاً أميركياً يشمل الحزبين الجمهوري والديمقراطي وتوافقاً دولياً على أن الاستيطان غير قانوني واستمراره يهدد حلّ الدولتين، وبالتالي يتناسق مع المواقف الأميركية والدولية. وألقى بن رودز باللوم على الحكومة الإسرائيلية لأن الرئيس أوباما حذّرها من قبل من أن سياسة الاستيطان ستسبب لها عزلة دولية، لكن حكومة إسرائيل لم تفعل أي شيء لمنع الوصول إلى ما وصلت إليه الأمور. وأشار إلى أن التصويت في الشهر الأخير من ولاية باراك أوباما هو أفضل دليل على أن المساعي السابقة فشلت وحلّ الدولتين مهدّد بسبب الممارسات على الأرض.
وقال بن رودز أيضاً إن الولايات المتحدة قامت بكل ما يمكن أن تفعله للتوصل إلى حل وإن عدم التوصل إلى حل أو مسار نحو الحل دفع إدارة أوباما إلى اتخاذ هذا القرار وكانت هذه إشارة إلى محاولة الرئيس الأميركي أولاً بعيد تسلّمه السلطة من خلال تعيين موفد رئاسي خاص هو السيناتور جورج متشيل ثم إعادة الكرّة في العام 2013 مع وزير الخارجية جون كيري.
رئيس واحد
ورد البيت الأبيض أيضاً على أن الرئيس المنتخب دونالد ترمب طلب من الإدارة الحالية استعمال الفيتو في مجلس الأمن.
وقال إن المبدأ هو أن في الولايات المتحدة رئيساً واحداً في وقت واحد، وفي 20 كانون الثاني/يناير المقبل سيكون ترمب هو الرئيس، وشدّد على أن إدارة أوباما عملت دائماً على دعم أمن إسرائيل واعتبرت أن لا سلام بدون ضمان أمن إسرائيل، وحجم المساعدات العسكرية في ولاية أوباما كان غير مسبوق، كما شدّد على أن الأمم المتحدة ليست المكان الصحيح للتفاوض على الحل الفلسطيني الإسرائيلي.
العربية