شتاء جديد يلوح في الأفق حاملاً معه الخير كما يراه المواطنون، فمع بداية فصل الخريف بدأت الغيوم تتجمع في السماء حاملة معها أمطار غزيرة لم يسبق أن حدث مثلها طيلة أيام الحرب في سورية.
“منعتني غزارة الأمطار من الذهاب إلى المزرعة للتجهيز لجني محصول الزيتون هذا العام” كلمات قالها أبو محمد أحد المزارعين في ريف إدلب الذي لم يعد يستطيع الذهاب إلى المزرعة بسبب سقوط الأمطار الغزيرة التي تشهدها المحافظة حيث امتلأت الأراضي الزراعية بالأمطار كبداية خير مع قدوم موسم جني محصول الزيتون الذي يعتمد عليه معظم المزارعين كوسيلة دخل لأسرهم.
للأمطار في مثل هذه الأيام من السنة فوائد عديدة للأشجار، خاصة أشجار الزيتون التي يقبل المزارعون على قطافها حيث تنعش هذه الأمطار الشجرة، ويعتقد المزارعون أن المحصول يكون أفضل بعد أول هطول غزير للأمطار وأغلبهم ينتظر هذه الأمطار ليبدأ جني محصوله بعدها.
لم تقتصر فوائد الأمطار على الأراضي الزراعية والمحاصيل فحسب بل ساعدت كثيراً في حماية المواطن السوري من خطر قصف الطيران، فقد قللت إلى حد كبير من نسبة الطلعات الجوية لطائرات النظام والمقاتلات الروسية لقصف المناطق السكانية مما أمن حظر جوي مؤقت للمواطنين بالإضافة لدعمها في تقدم الثوار على الجبهات لأن النظام كان يعمد إلى تأمين غطاء جوي من قبل المقاتلات قبل البدء بعمليات الاقتحام للمدن والبلدات.
ابو ربيع أحد المواطنين من ريف إدلب يقول: “بعد الأيام الماطرة القليلة التي مضت لم نشهد طلعات جوية لقصف مناطقنا كما عهدناه في الأيام المشمسة ورأينا تقدم ملحوظ في وتيرة المعارك”.
في حين تنذر الأمطار الغزيرة التي تشهدها المحافظة ببرد شديد سيشهده المواطنون في ظل وجود مشكلة شحِ المحروقات فقد عمد البعض من المزارعين للذهاب إلى مزارعهم والقيام بتقليم الأشجار وجمع الحطب منها علها تقيهم و اسرهم قليلا من برد الشتاء.
أبو صالح أحد المزارعين يقول: “قمت بتقليم بعض الأشجار وجمع القليل من الحطب منها علها تساعدني في عبور فصل الشتاء بأقل برد ممكن”.
يقول المزارعون أنه مع استمرار وتيرة الأمطار على هذا النحو سيكونون أمام سنة خير ووفرة في المحاصيل الزراعية، في حين يدعو البعض ربه لإبقاء الأمطار والغيوم طيلة فترة فصل الشتاء على هذا النحو علها تقلل من وترة القصف الجوي وتزيد من تقدم الثوار على الأرض.
المركز الصحفي السوري – مصطفى السوري