قال الرئيس الأمريكي باراك أوباما إن الولايات المتحدة وروسيا تعملان يوم الأحد على وضع اللمسات الأخيرة على اتفاق لوقف إطلاق النار في سوريا واتفق الجانبان على الاجتماع مرة أخرى يوم الاثنين.
وقال أوباما للصحفيين بعد الاجتماع مع رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي على هامش قمة مجموعة العشرين في مدينة هانغتشو الصينية “لم نتوصل (لاتفاق) بعد”.
وأضاف “لدينا خلافات كبيرة مع الروس فيما يتعلق بالطرفين اللذين ندعمهما وأيضا بشأن العملية اللازمة لإحلال السلام في سوريا.”
وعلى جبهة القتال قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن قوات الحكومة السورية وحلفائها حققوا نصرا كبيرا بالسيطرة على مناطق في جنوب غرب حلب يوم الأحد كان مقاتلو المعارضة سيطروا عليها الشهر الماضي بعد قصف شرس ومحاولات متكررة لطرد المقاتلين.
وبدا أن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري ونظيره الروسي سيرجي لافروف على وشك إعلان اتفاق يوقف القتال ويسمح بوصول المزيد من المساعدات الإنسانية في المدينة السورية.
لكن كيري خرج منفردا ليقول إن هناك بعض الأمور التي مازال يتعين حلها وان الطرفين سيستأنفان المحادثات يوم الاثنين. ولم يذكر مزيدا من التفاصيل.
ويجتمع مسؤولون من الولايات المتحدة وروسيا اللتان تدعمان أطرافا مختلفة في الحرب الأهلية الدائرة في سوريا منذ خمس سنوات منذ أن سافر كيري إلى موسكو في يوليو تموز باقتراح من شأنه وقف القتال.
وسيضمن الاتفاق انسحاب القوات الحكومية من بعض المناطق منها المنطقة المحيطة بحلب للسماح لقوافل المساعدات الإنسانية بالوصول إلى المدنيين المحاصرين وسط القتال.
وسيراقب وقف إطلاق النار عن طريق تبادل الجانبين الروسي والأمريكي لمعلومات المخابرات والتعاون عسكريا وهو ما سيتركز على ملاحقة تنظيم الدولة الإسلامية وجماعات معارضة أخرى.
ويتطلب الاتفاق أن تقنع روسيا الرئيس السوري بشار الأسد بالموافقة على تعطيل سلاحه الجوي وهي خطوة قال لافروف أنها لا تمثل الهدف.
وقتلت الحرب الأهلية السورية ما يربو على 250 ألف شخص وشردت 11 مليونا مما تسبب في أزمة لاجئين بالشرق الأوسط وأوروبا وأسهم في صعود الجماعات المتشددة.
وتدعم موسكو الأسد في هذه الحرب وتستهدف الطائرات المقاتلة الروسية المعارضة منذ نحو عام في حين تدعم الولايات المتحدة مع جماعات المعارضة تعمل تحت مظلة الجيش السوري الحر.
وانهارت هدنة اتفق عليها الخصمان السابقان في الحرب الباردة في فبراير شباط الماضي وتوقفت محادثات السلام في أبريل نيسان وسط تبادل للاتهامات بين الحكومة والمعارضة بانتهاك الهدنة. وتصاعدت حدة القتال منذ ذلك الحين في مختلف أرجاء البلاد خاصة حول حلب المقسمة.
وقال كيري إنه لا يريد الإسراع بالدخول في أي اتفاق حتى لا يراه يفشل مرة أخرى. وقال مسؤول بارز بوزارة الخارجية الأمريكية طلب عدم الكشف عن هويته إن روسيا تراجعت عن بعض المسائل التي اتفق عليها الجانبان بالفعل لذلك يتعين على الطرفين استكمال المحادثات يوم الاثنين.
وقال أوباما “إذا لم نحصل على موافقة الروس على خفض العنف وتخفيف الأزمة الإنسانية سيكون من الصعب توقع كيف يمكننا الدخول إلى المرحلة التالية.”
وقال البيت الأبيض أن أوباما والرئيس الروسي فلاديمير بوتين من المرجح أن تتاح لهما الفرصة لحديث غير رسمي على هامش قمة مجموعة العشرين.
وقال كيري إنه يتعين الانتظار لرؤية ما إذا كان الجانبان بإمكانهما التوصل إلى اتفاق.
وأضاف كيري “هناك بضعة قضايا صعبة تحدثنا عنها اليوم والتي سنعود لمراجعتها .. سأعود أنا لمراجعتها… واتفقنا على اللقاء غدا صباحا لمعرفة ما إذا كان يمكن سد الفجوات والتوصل إلى نتيجة حول هذه القضايا.”
وقال نائب وزير الخارجية الروسي سيرجي ريابكوف والذي تحدث كذلك على هامش قمة مجموعة العشرين إن روسيا والولايات المتحدة تقتربان من التوصل لاتفاق بشأن سوريا لكن لا يمكن التكهن بتوقيت إعلان الاتفاق.
وأضاف “نتحدث عن أهم الأمور المتعلقة بتطبيق وقف لإطلاق النار… المحادثات المكثفة مستمرة.” وتابع “نوشك على التوصل لاتفاق… لكن فن الدبلوماسية يتطلب وقتا للتنفيذ. ليس بوسعي أن أبلغكم متى سيتم التوصل للاتفاق وإعلانه.”
* شروط وقف إطلاق النار
قال مايكل راتني مبعوث واشنطن لسوريا في خطاب أطلعت رويترز على نسخة منه إن الاتفاق قد يعلن قريبا وأوضح بعضا من شروطه.
وتقول رسالة راتني إلى المعارضة السورية المسلحة المؤرخة يوم الثالث من سبتمبر أيلول إن الاتفاق سيلزم روسيا بمنع الطائرات الحكومية السورية من قصف المناطق الواقعة تحت سيطرة التيار الرئيسي للمعارضة وسيطالب بانسحاب قوات الحكومة من طريق إمداد رئيسي شمالي حلب.
وأضافت الرسالة دون ذكر تفاصيل أنه في المقابل ستنسق الولايات المتحدة مع روسيا ضد تنظيم القاعدة.
وسيركز الاتفاق على توصيل مساعدات إنسانية إلى حلب حيث أدى تقدم أطراف الصراع إلى قطع إمدادات الكهرباء والمياه عن نحو مليوني شخص في المناطق التي تسيطر عليها الحكومة وتلك التي تسيطر عليها المعارضة.
وسيتطلب الاتفاق كذلك أن تتجنب الحكومة السورية وروسيا قصف المناطق التي تسيطر عليها المعارضة بما فيها المناطق التي تنشط بها جماعات معارضة معتدلة بالقرب من جبهة فتح الشام التي كانت تعرف من قبل باسم جبهة النصرة التي تربطها صلات بتنظيم القاعدة.
واستعادت القوات الحكومية وحلفاؤها مناطق إلى الجنوب الغربي من حلب يوم الأحد من معارضين بعد قصف مكثف ومحاولات متكررة لدفع المعارضين للتقهقر.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن المناطق التي استعادت القوات الحكومية السيطرة عليها بينها كلية التسليح والكلية الفنية الجوية في منطقة الراموسة على المشارف الجنوبية الغربية للمدينة.
وعلى الجانب الشمالي الشرقي من حلب أخرج معارضون مدعومون من تركيا تنظيم الدولة الإسلامية من مناطق حول بلدة الراعي قرب الحدود التركية في ثاني يوم من هجوم شنوه من انطلاقا من البلدة.
وشنت تركيا الشهر الماضي أول توغل شامل في الأراضي السورية منذ بدء الحرب الأهلية استهدف تنظيم الدولة الإسلامية وقوات كردية في المنطقة كانت كذلك تقاتل الجهاديين.
وتخشى أنقرة من أن يقوي تقدم وحدات حماية الشعب الكردية السورية عزيمة مقاتلين أكراد على أراضيها.
رويترز